للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفي موضع آخر:

"نظرًا لتعدد الروايات عن مجاهد -جاء في تفسيره بعض التناقض، ففي (ص ٢٠٥) عند تفسير قوله تعالى: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: ٦٥] قال: لم يمسخوا قردة، ولكنه كقوله تعالى: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: ٥] وفي ط (١)، قال: مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة، بينما نجده في ص (٣١٢) عند تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} [المائدة: ٦٠] يقول: القردة والخنازير مسخت من يهود.

وفي هامش ص (٣٨٨) في تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ لَيسَ مِنْ أَهْلِكَ} [هود: ٤٦] قال: بين الله لنوح أنه ليس بابنه، مع أنه في ط، (١٢/ ٦٥): حدثنا ابن وكيع: قال: ثنا أبي عن إسرائيل، عن جابر، عن مجاهد وعكرمة في قوله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ} [هود: ٤٥] قالا: هو ابنه كما ذكر مجاهد في بقية تفسير الآية (٤٦) {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيرُ صَالِحٍ} قال: سؤالك إياي عمل غير صالح {فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}.

وقد ذكرت في هامش الصفحة ما يؤكد أنه ابن نوح - عليه السلام -.

وجاء في ص (٣٩٥) عند تفسير قوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: ٢٦] قال: يعني قميصه، أي القميص هو الشاهد، والشاهد إن كان مشقوقًا من دبره، فتلك الشهادة، مع أن المروي عنه في ط، قال: لم يكن من الإنس، وفيها أيضًا من ثلاثة طرق، قال: رجل، كان رجلًا.

انظر هامش الصفحة.

غرائب تفسيره:

ورد عن مجاهد في تفسير بعض الآيات ما يعد من غرائب التفسير، منها: ما جاء في ص (٣٢٤) في قوله: {وَإِذْ قَال إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ} [الأنعام: ٧٤] قال: آزر اسم صنم.

١. ما جاء عند تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود: ٤٤] قال: جبل في الجزيرة تشامخت الجبال يومئذ من الغرق، وتواضع الجودي فلم يغرق، مع أن الجمادات كلها لا تعرف إلا الخضوع والإذعان. انظر ص (٣٨٨).

٢. ما جاء في تفسير قوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: ٢٦] قال؛ يعني قميصه أي القميص هو الشاهد -كما سبق.

مع أن الله يقول {مِنْ أَهْلِهَا} أي من أهل المرأة، وقد ورد عن مجاهد أيضًا، أنه كان رجلًا.

٣. ما جاء في ص (٣٩٧) عند تفسير قوله تعالى: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: ٤٢] حيث يقول: وذلك لأن يوسف أنساه الشيطان ذكر ربه، وأمره بذكر الملك وابتغاء الفرج من عنده. مع أن الشيطان لا سلطان له مطلقًا على رسل الله بنص القرآن، وفي الآية ما يشهد بأن الناسي هو الناجي، كما أن طلب يوسف - عليه السلام - الخلاص هو عين الصواب.

٤. ما جاء في هامش ص (٣٩٨) عند تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيبِ} [يوسف: ٥٢] يوسف يقوله: لم أخن سيدي.

مع أن الكلام سابقًا ولاحقًا من كلام امرأة العزيز.


(١) أحد النسخ المعتمدة عند المحقق لكتاب "تفسير مجاهد".