للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عليها من فتنة في أوائل القرن الثالث الهجري ذو صلة بالأحداث السياسية والنحلية والطائفية والعنصرية التي حدثت في القرون الإسلامية الأولى وأنه كان لتسرب الأساليب الكلامية والكتب الفلسفية الأجنبية أثر قوي فيها وأنها لا تتصل بآثار نبوية وراشدية موثقة ثابتة في ذاتها فضلًا عما هناك من آثار نبوية وراشدية تنهى عن الخوض في ماهية الله والقرآن وتوجب أن يظل المسلم في حدود التقريرات القرآنية من أن القرآن كلام الله ومن عند الله وأن لله أحسن الأسماء وأكمل الصفات وأنه ليس كمثله شيء وأنه لا تدركه الأبصار، ولا يتورط ويخوض في ماهيات وكيفيات متأصلة بسر واجب الوجود وسر الوحي والنبوة مما لا يستطاع إدراكه بالعقل المادي ومما لا طائل من ورائه".

وقال في (٧/ ٣٨٢) تعليقًا على آية الكرسي: "ولقد تعددت الأقوال في صدد الكرسي كما هو الأمر في صدد العرش واللوح والقلم ومنها ما جاء فيه أوصاف مادية لا تخلو من غرابة ولا تنسجم من صفات الله وتنزهه وليست متصلة بحديث نبوي وثيق السند، وأظهر الأقوال وأكثرها انسجامًا مع صفات الله أن الكلمة مستعملة على سبيل المجاز وأن المقصود منها بيان عظمة ملك الله وسلطانه والله أعلم" أ. هـ.

قلت ومن كتاب (الدراسات القرآنية المعاصرة)، وتحت عنوان: منهج المؤلف في البحث. قال محمّد بن عبد العزيز السديس: (يقدم المؤلف لكل سورة يشرع في تفسيرها بمقدمة قصيرة يذكر فيها ما تحتويه السورة من أحكام على العموم. وأين كان نزولها وما تمتاز به مبينًا ما فيها من الآيات المكية إن كانت السورة مدنية وما فيها من الآيات المدنية إن كانت السورة مكية وقد أشار إلى ذلك في مقدمة كتابه إذ قال: "وقد رأينا ... وضع مقدمة أو تعريف موجز للسور قبل البدء في تفسيرها، يضمن وصفها ومحتوياتها وأهم ما امتازت به وما يتبادر من فحواها من صحة ترتيبها في النزول وفي المصحف، وما في السور المكية من آيات مدنية. وفي السور المدنية من آيات مكية حسب الروايات. والتعليق على ذلك حسب المقتضى. وكذلك وضع عناوين للموضوعات والتعليقات الهامة التي تناولناها بالبحث والشرح والبيان ليسهل على من ينظر في التفسير مراجعة ما يريد فيها" (١).

والمؤلف يسوق مجموعة الآيات ثم يبين معاني المفردات ثم يذكر ما يؤخذ منها من أحكام ثم يعلق على الآيات إذ يقول: "تعليق على آية كذا .. وفي هذا التعليق يحقق سبب نزول الآية وأين نزلت بعد ذكر الخلاف بين العلماء ويرجح ما يراه راجحًا.

كما يذكر خلاف العلماء في الأحكام وغيرها ويرجح ما يراه راجحًا هذا هو ما يغلب على منهجه. وقد لا يذكر معاني المفردات إذا كانت معانيها واضحة. وقد لا يذكر ما فيها من الأحكام إذا لم يوجد فيها أحكام. كما أنه لا يذكر تعليقًا في بعض الأحيان.

والمؤلف كغيره من المؤلفين له آراء غير سديدة


(١) التفسير الحديث (١/ ٢٨).