للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الباطن، وإما من المؤمنين بالله الذين يعدون أن هذه النحلة من أكفر الكفر، نسأل الله العافية، وأن يكتب الإيقان في قلوبنا، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فوالله لأن يعيش المسلم جاهلًا خلف البقر لا يعرف من العلم شيئًا سوى سور من القرآن، يصلي بها الصلوات، ويؤمن بالله واليوم الآخر، خير له بكثير من [هذا] العرفان، وهذه الحقائق، ولو قرأ مائة كتاب، أو عمل مائة خلوة، انتهى.

وأول كلامه لا يتحصل منه شيء تفرد به وينظر في قوله أمعن النظر وأنعم التأمل الفرق بينهما، وقد [اعتز بمحيي الدين] بن عربي أهل عصره.

فذكره ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"، وابن نقطة في "تكملة الإكمال"، وابن العديم في "تاريخ حلب" والزكي المنذري في "الوفيات"، وما رأيت في كلامهم تعديًا من الطعن وإنهم ما عرفوها، أو ما اشتهر كتابه "الفصوص"، نعم قال ابن نقطة: لا يعجبني شعره، وأنشد له قصيدة منها: [الطويل]

لقد صار قلي قابلا كل صورة ... فمرعى لغزلان ودير لرهبان

وبيت لأصنام وكعبة طائف ... وألواح توراة ومصحف قرآن

وهذا على قاعدته في الموحدة، وقد كتب بخطه في إجازته للملك المظفر غازي بن العادل، أنه قرأ القرآن بالسبع على أبي بكر محمد بن خلف بن حاف اللخمي وأخذ عنه الكتابة لمحمد بن شريح، وحدث به شريح بن محمّد عن أبيه، وقرأ أيضًا على عبد الرحمن بن عال الشراط القرطبي، وسمع على أبي عبد الله الهادي قاضي فاس "التبصرة" في القراءات لمكي، وحدثه به عن أبي بحر بن القاضي، وسمع التيسير على أبي بكر بن أبي حمزة، عن أبيه المؤلف، وأنه سمع على محمّد بن سعيد بن زرقون وعبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي، وأنه سمع أيضًا علي بن الخراساني، ويونس بن يحيى الهاشمي، ومعين بن أبي الفتوح، وجمع كثير وأنه أجاز له السلفي، وابن عساكر، وابن الجوزي، وأنه صنف كتبًا كثيرة، منها ما هو كراسة واحدة، ومنها ما هو مائة مجلد وما بينهما. وذكر منها "التفصيل في أسرار معاني التنزيل" فرغ منه إلى قصة موسى في سورة الكهف، أربعة وستون سفرًا، وسرق منها شيء كثير جدًّا.

وقال ابن الأبار: هو من "إشبيلية"، وأصله من "سبتة"، وأخذ عن مشيخة بلده، ومال إلى الأدب، وكتب لبعض الولاة، ثم ترك ذلك، ورحل إلى المشرق حاجًا، ولم يعد، وكان يحدث بالإجازة العامة عن السلفي، ويقول بها، وبرع في علم التصوف.

وقال المنذري: ذكر أنه سمع بـ "قرطبة" من ابن بشكوال، وأنه سمع "مكة"، و"بغداد"، و"الموصل"، وغيرها، وسكن "الروم"، وجمع مجاميع.

وقال ابن النجار: كاتت رحلته إلى المشرق، وألف في التصوف، وفي التفسير وغير ذلك تآليف لا يأخذها الحصر، وله سعة وتصرف في الفنون من العلم، وتقدم في الكلام والتصوف.