للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السنة به وينسبون سالكي طريقة أبي حنيفة في العقائد والأصول إليه، فيقولون هؤلاء (الماتريدية) لشدة ما يغيظهم شأنه وقوة انتصاره لمذهب السنة الجماعة بالبراهين الساطعة والحجج القاطعة، ودحضه شبهات الخصوم .. ".

وذكر الزبيدي أن الماتريدي "كان إمامًا جليلًا مناضلًا عن الدين موطدًا لعقائد أهل السنة، قطع المعتزلة، وذوي البدع في مناظراتهم، وخصمهم في محاوراتهم حتى أسكتهم .. وكان يقال له إمام الهدى .. ".

وقال عبد الله المراغي في كتابه (الفتح المبين في طبقات الأصوليين): "كان أبو منصور قوي الحجة، مفحمًا في الخصوم، دافع عن عقائد المسلمين، ورد شبهات الملحدين، ونفى عن العقائد كل ما اعتراها من زيغ وما علق بها من شبه".

ويرى أبو الحسن الندوي أن الماتريدي "جهبذ من جهابذة الفكر الإنسان، امتاز بالذكاء والنبوغ وحذق الفنون العلمية المختلفة".

فللماتريدي إذًا منزلة رفيعة وعالية عند الماتريدية، ومن وافقهم، وهم في الحقيقة يبالغون في تعظيمه والثناء عليه، ويرفعونه فوق منزلته، وهذا حال كل قوم يتصبون لإمامهم، ولا ينظرون إلى الأمور والأشخاص بمنظار الشريعة، فيعرفون الحق من الباطل وينزلون الناس منازلهم" أ. هـ.

• موقف ابن تيمية من الأشاعرة وتحت عنوان منهج الماتريدي وعقيدته: "لا يبعد الماتريدي كثيرًا عن أبي الحسن الأشعري، فهو خصم لدود للمعتزلة، وقد خالفهم في المسائل التي اشتهروا بمخالفة أهل السنة فيها مثل مسائل الصفات، وخلق القرآن، وإنكار الرؤية، والقدرة، وتخليد أهل الكبائر في النار، والشفاعة، وغيرها، وقد ألف في ذلك كتبًا مستقلة، ومع ذلك فالماتريدي لم ينطلق في ردوده عليهم من منطلق منهج السلف -رحمهم الله تعالى- وإنما كان متأثرًا بمناهج أهل الكلام، ولذلك وافقهم في بعض الأصول الكلامية والتزم لوازمها فأدى به ذلك إلى بعض المقالات التي لا تتفق مع مذهب السلف، وإنما كان فيها قريبًا من مذهب الأشعرية.

ومن المسائل التي تميز بها مذهب الماتريدي:

١ - القول بوجوب النظر وإبطال التقليد في مسائل العقيدة ولذلك يقول: "ثبت أن التقليد ليس مما يعذر صاحبه"، وهذا قريب من مذهب بعض الأشاعرة الذين لا يصححون إيمان المقلد.

٢ - ومصادر المعرفة عنده: الأعيان (الحس)، والخبر، والنظر.

٣ - الاستدلال على إثبات الصانع بدليل حدوث الأجسام المبني على عدم خلوها من الأعراض، وما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، والماتريدي لا يقتصر على هذا الدليل، وإنما يذكر أدلة أخرى، والعجيب أن الماتريدي يعتز بإجابته أحد شيوخ الاعتزال عن الاعتراض على دليل حدوث الأجسام.

٤ - استدلاله في بعض المسائل العقيدة بالسمع والعقل.

٥ - والماتريدي يثبت الصفات العقلية لله تعالى