الذي وصفه الفتح بالقبح والقذارة وسوء العقيدة والإغارة على معاني الشعراء وبين ابن باجة المؤمن المفكر الذي يصل إلى الإيمان بتحكيم عقله ... " أ. هـ. قول المحقق.
* عيون الأنباء: "وكان في العلوم الحكيمة علامة وقته وأوحد زمانه، وبلي بمحن كثيرة وشناعات من العوام، وقصدوا هلاكه مرات وسلمه الله منهم، وكان متميزًا في العربية والأدب حافظًا للقرآن، ويعد من الأفاضل في صناعة الطب. وكان متقنًا لصناعة الموسيقي جيد اللعب بالعود. وقال أَبو الحسن علي بن عبد العزيز بن الإمام، في صدر المجموع الذي نقله من أقاويل أبي بكر محمّد بن الصائغ بن باجة ما هذا مثاله: هذا مجموع ما قيد من أقوال أبي بكر بن الصائغ رحمه الله في العلوم الفلسفية. وكان ذا ثقابة الذهن. ولطف الغوص على تلك المعاني الشريفة الدقيقة أعجوبة دهره، ونادرة الفلك في زمانه. فإن هذه الكتب كانت متداولة بالأندلس، من زمان الحكم مستجلبها، ومستجلب غرائب ما صنف بالمشرق، ونقل من كتب الأوائل وغيرها، نضر الله وجهه، وتردد النظر فيها، فما انتهج فيها الناظر قبله سبيلًا، وما تقيد عنهم فيها إلا ضلالات وتبديل، كما تبدد عن ابن حزم الإشبيلي (١)، وكان من أجل نظار زمانه وأكثرهم لمن لقدم على إثبات شيء من خواطره. وله تعاليق في الهندسة وعلم الهيئة تدل على بروعه في هذا الفن. وأما العلم الإلهي فلم يوجد في تعاليقه شيء مخصوص به اختصاصًا تامًّا إلا نزعات تستقرأ من قوله في رسالة الوادع، واتصال الإنسان بالعقل الفعال، وإشارات مبددة في أثناء أقاويله لكنها في غاية القوة، والدلالة على نزوعه في ذلك العلم الشريف الذي هو غاية العلوم ومنتهاها" أ. هـ.
* الوافي: "وقد ناقض ابن خاقان في ترجمة ابن باجة ما قاله الكاتب أَبو عمرو عثمان بن علي بن عثمان الأنصاري في كتاب (سمط الجمان وسقط الأذهان) حيث ذكر ابن باجة فقال في حقه: الوزير الأديب الكاتب الماهر الطبيب الفيلسوف الجهبذ الأريب، أَبو بكر بن الصائغ سر الجزيرة إذا تهندست وجهبذها إذا تذطت ومنير محاسنها إذا ادلهمت وعسعست .. " أ. هـ.
* الأعلام - في هامشه -: "وانظر تزيين قلائد العقيان ... وفيه تفنيد لما جاء في القلائد من الطعن في ابن باجة، وأن صاحب القلائد نفسه كان قد بالغ في الثناء عليه في كتابه (مطمح الأنفس) ... أ. هـ.
* مرآة الزمان:"كانت سيرته حسنة صلحت به الأحوال ونجحت الآمال، حسده أطباء البلد وكادوه ونالوا بقتله مسمومًا ما أرادوه" أ. هـ.
قلت: وقال محقق كتاب "مطمح الأنفس"(ص ١١٥): "لم يحدثنا الفتح عن هذا الكتاب متى ألفه وأين ألفه، كما أن الأحداث التي سجلها في كتابه لا تسعفنا في تحديد زمن تأليف الكتاب، إلَّا أنه من الواضح أن الفتح ألفه بعد كتاب القلائد، فقد أشار ياقوت إلى أن المطمح ما
(١) فقيه وطبيب وشاعر وفيلسوف ومؤرخ عربي ولد في قرطبة (٩٩٤ هـ -١٠٦٤ هـ)، تولى الوزارة ثم اعتزل وانصرف للتأليف.