للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تبعهم في القول بتبديعهم وتضليلهم ولم يقل أحد من الحنابلة المعتبرة المعول عليهم بكون الغلاف والجلد قديمان والظاهر أن أمثال هذه الخرافات مدسوسة عليهم وهم بريئون منها" (١).

وفي مسألة خلق القرآن يقول (ص ٢٧١): "يذهب القنوجي في القرآن مذهب السلف، ويرى أنه كلام الله غير مخلوق، وقد وضح ذلك قائلًا:

والقرآن كلام الله عزَّ وجلَّ، ووحيه وتنزيله .. أنزله على سيد المرسلين، بلسان عربي مبين، وهو سور وآيات وأصوات وحروف وكلمات له أول وآخر، - إلى أن قال وأجمع أئمة السلف المقتدى بهم من الخلف على أنه غير مخلوق (٢).

هذا وقد فسر القنوجي بعض الآيات القرآنية بما يؤيد مذهب السلف في إثبات أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وخالف الجهمية والمعتزلة فيما ذهبوا إليه، ومن بين هذه الآيات قوله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}.

"إخبار منه سبحانه لعباده بأنهما له، الخلق والمخلوق، والأمر كلامه، واستخرج من هذا المعنى أن كلام الله ليس بمخلوق، لأنه فرق بين الخلق والأمر، ومن جعل الأمر الذي هو كلامه من جملة ما خلق فقد كفر". (٣)

وفي صفحة (٢٧٤) يقول معقبًا على كلام القنوجي في مسألة الكلام فيقول:

"من خلال ما تقدم نلاحظ ما يلي:

إن القنوجي يثبت لله سبحانه وتعالى صفة الكلام، كما وصف سبحانه نفسه بها ورسوله الأمين - صلى الله عليه وسلم -، لأنها صفة كمال، فمن يتكلم أكمل ممن لا يتكلم، وكل كمال يليق بذاته أولى به، وعدم الكلام صفة نقص، وكل نقص فالله أولى بالتنزيه عنه، فهو سبحانه وتعالى لم يزل متكلمًا إذا شاء، متى شاء، وكيف شاء، وهو يتكلم بصوت يسمع، وكلم موسى - عليه السلام - وخاطبه مشافهة بغير واسطة، وسيكلم عباده يوم القيامة ليس بينه وبينهم ترجمان.

لا شك أن ما ذهب إليه القنوجى في إثبات صفة الكلام لله تعالى، هو تأييد وامتداد لما ذهب إليه السلف رحمهم الله من إثبات هذه الصفة لله تعالى كما تليق بجلاله".

وبعد أن ذكر كلام القنوجي في مسألة الاستواء يستخلص من كلامه ما يلي (ص ٣٠١): "من خلال ما تقدم من آراء القنوجى في الاستواء والفوقية على العرش نلاحظ ما يلي:

١ - أنه يثبت صراحة لله عزَّ وجلَّ استواء حقيقيًّا لائقًا بذاته تعالى، وهو بمعنى العلو والارتفاع وهو قول أهل السنة (٤)، وقد فسّره السلف بأربع تفسيرات كما ذكره ابن القيم:

"فلهم عبارات عليها أربع ... قد حصلت للفارس الطعان

وهي استقر وقد علا وكذلك ... ارتفع الذي ما فيه من نكران


(١) الانتقاد (ص ٤٠).
(٢) قطف الثمر (ص ١٠)، بغية الرائد (ص ١٦).
(٣) فتح البيان (٣/ ٣٤٥).
(٤) انظر الحموية: (١٢١).