للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك قد صعد الذي رابع ... وأبو عبيدة صاحب الشيباني

يختار هذا القول في تفسيره ... أدرى من الجهمي بالقرآن" (١)

٢ - يثبت أنه استوى على العرش بذاته المقدسة، كما روى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق الخلق أن رحمتي سبقت غضبي، وهو عنده فوق العرش" (٢) والأحاديث الدالة على إثبات صفة الاستواء وعلو الله كثيرة جدًّا.

أما الذين يتكلمون بالمتشابه ويخدعون جهال الناس بقولهم: إن الإستواء بمعنى الاستيلاء، وأن الله ليس في جهة العلو، وليس بمستوٍ على عرشه، وليس بمتحيز، ولا كذا ولا كذا".

وفي المبحث الخاص بصفة اليد يقول (ص: ٣٠٧):

"أثبت القنوجي -رحمه الله- صفة اليد لله تعالى حقيقة على ما يليق بجلاله، مستمدًا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وأقوال الصحابة والتابعين، وأن يد الله تعالى توصف باليمين، كما أن له كفًّا وأصابع على الحقيقة من غير تشبيه ولا تكييف ولا تأويل".

ثم ذكر أن اليد في كتاب الله تعالى ذكرت مفردة ومثنى ومجموعًا، يقول:

"فاعلم أن لفظ اليد جاء في القرآن على ثلاثة أنواع: مفردة كقوله {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيدِيهِمْ}، وقوله: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ}.

ومثنى كقوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}، وقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، ومجموعًا: كقوله: {عَمِلَتْ أَيدِينَا}.

أما السنة المطهرة التي تثبت لله سبحانه اليدين واليمين والكف والأصابع فهي كثيرة كما ذكرها القنوجي (٣).

خاطب العرب بلغتها وما يجري مفهومًا في كلامها ومعقولًا في خطابها، وكان لا يجوز في لسان أهل البيان أن يقول القائل: فعلت بيدي ويعني النعمة، بطل أن يكون معنى قوله عز وجل: {بِيَدَيَّ} النعمة .. فلو كان معنى قوله عز وجل بيدى نعمتي لكان لا فضيلة لآدم عليه السلام عليّ إبليس في ذلك". (٤)

وفي مبحث مسألة الرؤية يقول (ص ٣١٥): "إن مسألة رؤية الله تعالى من أهم مسائل العقيدة وأجلّها، حيث يأمل كل مؤمن أن يكون ممن أنعم الله عليه بهذه النعمة، وهي أكبر نعم الله ينعم بها يوم القيامة.

ذهب القنوجي إلى إثبات رؤية المؤمنين ربهم عزَّ وجلَّ بأبصارهم يوم القيامة، وذلك لصحة الأخبار المتواترة من الكتاب والسنة، وأن هذا متفق عليه بين الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة".

ثم في صفحة (٣٢٣) يذكر ملخص ما ذهب


(١) شرح قصيدة النونية: (١/ ٤٤٠).
(٢) أخرجه البخاري (٨/ ١٧١)، مسلم (٤/ ٢١٠٧).
(٣) قطف الثمر (ص ٩).
(٤) الإبانة (ص ٣٦).