للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وصف نفسه بالعلي واختلف أهل السنة هل الاستواء صفة ذات أو صفة فعل فمن قال معناه علا قال هي صفة ذات ومن قال غير ذلك قال هي صفة فعل قوله فسواهن خلقهن هو من كلام أبي العالية أيضًا".

وكذلك قوله في إثبات الرؤية (٢٥/ ١٢٢): {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} أي يوم القيامة والناضرة من نضرة النعيم إلى ربها ناظرة من النظر وقال الكرماني المقصود من الباب ذكر الظواهر التي تشعر بأن العبد يرى ربه يوم القيامة فإن قلت لا بد للرؤية من المواجهة والمقابلة وخروج الشعاع من الحدقة إليه وانطباع صور المرئي في حدقة الرائي ونحوها مما هو محال على الله تعالى قلت هذه شروط عادية لا عقلية يمكن حصولها بدون هذه الشروط عقلًا ولهذا جوز الأشعرية رؤية أعمى الصين بقة أندلس إذ هي حالة يخلقها الله تعالى في الحي فلا استحالة فيها وقال غيره استدل البخاري بهذه الآية وبأحاديث الباب على أن المؤمنين يرون ربهم في جنات النعيم وهو مذهب أهل السنة والجماعة وجمهور الأمة ومنعت ذلك الخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة ولهم في ذلك دلائل فاسدة وفي التوضيح حاصل اختلاف الناس في رؤية الله يوم القيامة أربعة أقوال قال أهل الحق يراه المؤمنون يوم القيامة دون الكفار وقالت المعتزلة والجهمية هي ممتنعة لا يراه مؤمن ولا كافر وقال ابن سالم البصري يراه الجميع الكافر والمؤمن وقال صاحب كتاب التوحيد من الكفار من يراه رؤية امتحان لا يجدون فيها لذة كما يكلمهم بالطرد والإبعاد قال وتلك الرؤية قبل أن يوضع الجسر بين ظهراني جهنم وهذه الآية التي هي الترجمة جاءت فيما رواه عبد بن حميد والترمذي والطبري وآخرون وصححه الحاكم من طريق ثوير بن أبي فاختة عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه ألف سنة وإن أفضلهم منزلة من ينظر في وجه ربه عزَّ وجلَّ في كل يوم مرتين قال ثم تلا {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} قلت ثوير هذا ضعيف جدًّا تكلم فيه جماعة كثيرون".

وتارة أخرى يذهب مذهب أهل التأويل وهم الأشاعرة والماتريدية - بصورة عامة.

فنراه يقرر أن مذهب السلف هو التفويض والمذهب الذي يقابله هو مذهب أهل التأويل، فيقول (١٩/ ١٨٨ , ٢٥٧): "ثم اعلم أن هذه الأحاديث من مشاهير أحاديث الصفات والعلماء فيها على مذهبين أحدهما مذهب المفوضة وهو الإيمان بأنها حق على ما أراد الله ولها معنى يليق به وظاهرها غير مراد وعليه جمهور السلف وطائفة من المتكلمين والآخر مذهب المؤولة وهو مذهب جمهور المتكلمين فعلى هذا اختلفوا في تأويل القدم والرجل فقيل المراد بالقدم هنا المتقدم وهو سائغ في اللغة ومعناه حتى يضع الله فيها من قدمه لها من أهل العذاب وقيل المراد قدم بعض المخلوقين فيعود الضمير في قدمه إلى ذلك المخلوق المعلوم أو ثم مخلوق اسمه القدم وقيل المراد به الموضع لأن العرب تطلق اسم القدم على الموضع قال تعالى {لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ} أي موضع صدق فإذا كان يوم القيامة يلقى في النار من الأمم والأمكنة التي عصى الله عليها فلا تزال تستزيد حتى يضع