للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يطلب الإيمان به أولًا إيمانًا لا يرقى إليه شك ولا تؤثر فيه شبهة وتتضافر النصوص الواضحة عليها ويحصل عليها الإجماع من أول الدعوة".

هذا تعريف عقيدته وأنت تعلم أيها القارئ أن الشكوك والشبه واردات على كل شيء فهل ورود الشبه والشكوك على الكتاب والسنة يمنع من ثبوتهما والتصديق بهما والإيمان بها فإذا علمت أن عقيدة شيخ الأزهر هي التي لا شبه لها ولا تؤثر فيها شبهة وحصل عليها الإجماع وتضافرت بها النصوص الواضحة علمت أن عقيدته غير عقيدة المسلمين وأنَّه يفرق بين آيات الكتاب وبين الكتاب والسنة فإذا لم تتضافر النصوص الواضحة على شيء بأن ذكر في آية واحدة أو حديث واحد صحيح فليس ذلك من عقائد الشَّيخ لأنَّه لم تتضافر عليه الأدلة وإذا تضافرت الأدلة ولكنها ليست بواضحة عنده فلا يقبلها الشَّيخ وإذا تضافرت النصوص الواضحة ولم يحصل عليها إجماع فليست من عقيدته.

فيخلص لك من ذلك أن عقيدته ليست هي الكتاب والسنة وإنما هي الجانب النظري الذي لا يرقى إليه شك ولا شبهة وتتضافر النصوص الواضحة عليه ويحصل عليه الإجماع كما قال.

وراح الشَّيح يؤيد رأيه هذا في صفحة ٤٩ حيث قال: (ومن الواضح أن هذا الاعتقاد لا يحصله كل ما يسمى دليلًا وإنما يحصله الدليل القاطع الذي لا تعتريه شبهة) ثم راح يبين أن العقيدة عنده ليست هي القرآن فحسب بل أنَّها أيضًا من الدليل العقلي فقال في هذه الصفحة: (وقد اتفق العلماء على أن الدليل العقلي الذي سلمت مقدماته وانتهت إلى الحس أو الضرورة يفيد اليقين ويحقق الإيمان المطلوب).

ومن هنا نأخذ أنَّه بعد أن جعل كل ما ورد في القرآن إذا لم تتضافر به النصوص الواضحة ولم يحصل عليه إجماع فهو لا يفيد اليقين ولا تحصل به العقيدة ولو جاء في الكتاب والسنة راح يقرر أن الدليل العقلي الذي قاله النَّاس واخترعه البشر يثبت العقيدة ويحصل الإيمان".

وقال: "وبعد أن دلل بإجماع العلماء ذلك الإجماع المكذوب على أن العقل مصدر من مصادر العقيدة راح يطعن علي الأدلة النقلية (أي الدينية) فقال في هذه الصفحة:

(أما الأدلة النقلية فقد ذهب كثير من العلماء إلى أنَّها لا تفيد اليقين ولا تحصل الإيمان ولا تثبت بها وحدها عقيدة لأنَّها مجال لاحتمالات كثيرة تحول دون هذا الإثبات).

هذه هي عقيدة شيخ الأزهر في أدلة الكتاب والسنة النبوية وأنَّها لا تثبت العقيدة وفي أدلة العقل وأنها هي المثبتة للعقيدة".

وقال عبد الله يابس (ص ٢٠): أن شلتوت فرق بين العقيدة والشريعة: "فجعل العقيدة تتكون من الآيات الصريحة المتضافرة الجمع عليها ومن العقل وجعل الشريعة متكونة من الآيات الصريحة وغير الصريحة ومن السنة والرأي ... وعلى كل فهذا التَّفريق إلحاد في الدين وقول غير قول المسلمين".

ثم رد صاحب الكتاب عن محمود شلتوت في ما ألفه من كتابه "الإسلام عقيدة وشريعة" وجعلها وساوس وأوهام -كما قال المؤلف-