للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ورد عليه تفصيلًا في نقاط كثيرة أخرجها من كتاب محمود شلتوت هذا ... فقد تكلم في زعم شلتوت أن الإسلام يتسع للأفكار والثقافات البعيدة عنه كما في صفحة (٤) من كتابه، وتكلم عليه عبد الله يابس في رد هذه الفكرة من عدة وجوه تبين للقارئ الخطأ الذي وقع فيه محمود شلتوت في عبارته السابقة والتقريب بين النَّاس على مختلف أديانهم ولغاتهم ومناهجهم والدين الإسلامي على أساس المداهنة والتنازل عن أصول الدين الإسلامي في بعضه أو جزء منه.

ثم رد عبد الله يابس على تعريف محمود شلتوت للعقيدة قائلًا: قال في (ص ٥): (العقيدة هي الجانب النظري الذي يطلب الإيمان به إيمانًا لا يرقى إليه شك ولا تؤثر فيه شبهة ومن طبيعتها تضافر النصوص الواضحة على تقريرها وإجماع المسلمين عليها من بدء الدعوة).

والجواب عليه من وجوه: الأوَّل. إن تعريفه هذا باطل إذ أن العقيدة الإسلامية ليست هي الجانب النظري إلى آخر كلامه بل هي الإيمان بما ورد في كتاب الله أو صح عن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - سواء ورد من طريق آية واحدة أو من طريق آيات أو جاء عن النَّبيِّ - صَلَّى الله عليه وسلم - عن طريق واحد صحيح أو من طرق متعددة. هذه هي العقيدة الإسلامية التي هي عقيدة الصّحابة والتابعين لهم بإحسان".

وذكر بعد ذلك الوجوه الأخرى في الرد على هذه المقولة التي لا تصح عند أهل الكتاب والسنة، وليس هي من معتقداتهم وأصولهم، والآن نذكر تقسيمة للعقيدة والرد عليه:

"ذكر في صفحة (١٠): العقائد الأساسية التي طلب الإسلام الإيمان بها. وجوابه من وجوه:

الأوَّل أن تقسيم العقائد إلى أساسية وغير أساسية تقسيم باطل مخترع وتفريق بين آيات الله فلم يقسمها رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - هذا التقسيم قسم يطلب الإيمان به ويثبت العقيدة وقسم لا يثبت العقيدة ولم يطلب الإيمان به ولم يقسم هذا التقسيم أصحابه ولا التابعون من خيار الأمة.

الوجه الثَّاني: إن هذا التقسيم تفريق بين كلام الله وكلام رسوله والله يقول: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} ويقول ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين فجميع ما ورد به الكتاب كله يثبت العقيدة وهو أساس في الدين.

الوجه الثالث: إن هذا التقسيم إيمان ببعض الكتاب وكفر ببعض وهو من فعل اليهود. قال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} وقد أجمعت الأمة على أن من لم يؤمن بشيء مما جاء به محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر وإن من كفر بآية كمن كفر بالقرآن.

الوجه الرابع: أن مقتضى هذا التقسيم للعقائد إلى قسمين إن الدين الإسلامي منه ما هو ثابت يجب الإيمان به ومنه ما هو غير ثابت يجب طرحه والكفر به وهو في نظر الشَّيخ كل ما ثبت بطريق الآحاد أو جاء في الكتاب واحتمل التأويل أضف