للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

معنى قول ابن عباس وغيره.

قوله: بل يداه مبسوطتان: قيل معناه: نعمتاه، يعني: نعمته في الدنيا ونعمته في الآخرة. والعرب تقول: لفلان عند فلان يد أي: نعمة.

وقيل: عني بذلك القوة، كقوله: {أُولِي الْأَيدِي وَالْأَبْصَارِ} أي: أصحاب القوة والبصائر في الدين.

وقد قيل في معنى قولهم: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}: أي عن عذابنا، أي: يده مقبوضة عن عذابنا. ومعنى {مَبْسُوطَتَانِ}: أي: مطلقتان.

واليد: عند أهل النظر والسنة -في هذا الموضع وما كان مثله: صفة من صفات الله عَزَّ وَجَلَّ ليست بجارحة، فعلينا أن نصفه بما وصف به نفسه {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} فلا يحل لأحد أن يعتقد الجوارح لله سبحانه، إذ ليس كمثله شيء، وإنما ما وقع من ذكر هذا وشبهه، وذكر المجيء، والإتيان صفات لله عَزَّ وَجَلَّ لا أن فيها انتقالا وحركة وجارحة فسبحان من ليس كمثله شيء من جميع الأشياء. فلو أنك أثبت له حركة وانتقالا أو جارحة لكنت قد جعلته كبعض الأشياء الموجودة، وقد قال: ليس كمثله شيء فاحذر أن يتصور في عقلك أن الباري -جل ذكره- يشبه شيئًا من الأشياء التي عقلت وفهمت، ومتى فعلت شيئًا من هذا فقد ألحدت.

وأهل السنة يقولون: إن يديه غير نعمته".

ويبدو لنا من استعراضنا لتفسير هذا النص:

- أنه ذكر الأقوال المتعددة في تفسيره، وعزاها إلى القائلين بها:

- نصه على اختياره بقوله:

واليد -عند أهل النظر والسنة- في هذا الموضع وما كان مثله: صفة من صفات الله عَزَّ وَجَلَّ، ليست بجارحة، فعلينا أن نصفه بما وصف به نفسه {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} فلا يحل لأحد أن يعتقد الجوارح لله سبحانه، إذ ليس كمثله شيء ..

ثم يتابع الكلام ليؤكد به نفي التشبيه عن هذه الصفة وغيرها من صفات الله.

والذي يلفت انتباهنا في هذا النص قوله: واليد - عند أهل النظر والسنة يبين أن النظر لا يمكن أن يعني شيئًا مخالفًا للنصوص، بل إن النظر صحيح يكون دائمًا مع نص الكتاب والسنة، وأن الذين يلجؤون في هذا إلى تأويلات العقلية ضاربين بالنصوص عرض الحائط، حيث يحملونها على غير ما يفعل هم في نفس الوقت قد تركوا عقولهم وراءهم؛ لأنهم استعملوها في غير موضعها، وعلى خلاف ما ينبغي أن تكون عليه، فالنظر والنص عند مكي صنوان لا يفترقان.

ب - ردوده على المرجئة:

يعتقد المرجئة أن الإيمان قول بلا عمل، ويحاولون الاستدلال على هذا المذهب ببعض النصوص القرآنية، التي قد تفيد ذلك، على وجه من الوجوه. ومن هنا نرى مكيًا، يتعرض للمرجئة كل ما مر على آية يستدلون فيها على مذهبهم وينقض استدلالهم، وذلك استنادًا إلى النظر الذي يقوم على الاستدلال، بمجموع النصوص، وعدم الاكتفاء بواحد منها.

وفيما يلي أمثلة تبين استدلال المرجئة ببعض الآيات، وردود مكي عليهم: قال مكي في قوله