للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أن الإيمان لا يتبعض، ولا يزيد ولا ينقص، ولا يتفاضل الناس فيه" المقالات ص (١٣٩).

ويلاحظ أن الشهرستاني نسب هذا لغسان. وكذبه في نسبته لأبي حنيفة، ولم يتعرض لنقد الأشعري مع أنه إنما ينقل عنه غالبًا. نظر: الملل والنحل (١/ ١٤١) تحقيق: الكيلاني.

ثم قال الشيخ سفر الحوالي في هامش آخر عن رجوع أبي حنيفة عن القول بالإيمان والمظنون به:

"روى الإِمام ابن عبد البر بسنده أن حماد بن زيد ناظر أبا حنيفة في الإيمان, وذكر له حديث "أي الإِسلام أفضل، وفيه ذكر أن الجهاد والهجرة من الإيمان" فسكت أبو حنيفة، فقال بعض أصحابه: ألا تجيبه؟ قال: لا -أو بم- أجيبه وهو يحدثني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ " أ. هـ. التمهيد (٩/ ٢٤٧)، ونسبها ابن أبي العز للطحاوي (٣٣١").

* قلت: وبعد هذا كله فمن الملاحظ أن الإمام المزي والذهبي وابن حجر وغيرهم من أئمة الجرح والتعديل تحاشوا عن ذكر قول الخطيب أو ابن عدي وابن حبان أو غيرهم، أو فصلوا أو علقوا عليه كعادتهم في كتبهم الذي ذكروا فيها رجال العلم والرواية والفقه وغيره، ولم يذكروا عقيدة الإمام أبي حنيفة في الإرجاء والإيمان كما ذكره الخطيب وغيره. سوى ما قاله الذهبي في "ميزان الاعتدال": "ترجم له الخطيب في فصلين من تاريخه، واستوفى كلام الفريقين معدليه ومضعفيه" أ. هـ.

ولعل الروايات المختلفة على ضعف بعضها أو وضعها على الإمام أو الواهية منها في نسبة سوء الاعتقاد في القول بالإيمان، أو خلق القرآن أو غيرها من المسائل الاعتقادية خاصة، جعلت هؤلاء الأئمة يكفون ويتحاشون ذكرها والخوض فيها ... لعل ما ذكره العلامة المحدث محمد عبد الرشيد النعماني في كتابه "مكانة الإمام أبي حنيفة في الحديث" عن الذهبي في كتابه "الموقظة في حكم ومصطلح الحديث" (ص ٧٩): أن الذهبي قد أثنى على شيخه الإمام المزي؛ لأنه لم يذكر المثالب التي طعن بها أبو حنيفة في كتابه "تهذيب الكمال" انتهى. بتصرف.

ولعل هذا واضح في تحاشي هؤلاء الأعلام ما كتب عن الإمام أبي حنيفة.

نقول: ملخص الأمر سوف نذكر ما قاله الدكتور محمد بن سعيد القحطاني في مقدمته لكتاب "السنة" للإمام عبد الله بن أحمد بن حنل، وما قاله هذا الإمام وغيره في أبي حنيفة، وهو آخر هذا البحث المطول وملخصه والله تعالى الموفق:

قال الدكتور محمّد القحطاني (١/ ٧٥):

"شاء الله تبارك وتعالى أن لا تكون هناك عصمة لبشر إلا من عصمه الله تبارك وتعالى فالبشر من طبيعتهم الخطأ والصواب، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ومهما بلغ الإنسان من العلم والتقوى فإنه عرضة للأخطاء. ولكن قد قيل في الحكم كفي بالمرء شرفًا أن تعد معايبه.

وكل يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما قال الإمام مالك لهذا وذاك أدخل في نقد هذا الكتاب نقدًا لا أهدف من ورائه إلى تجريح عبد الله ولكن من باب بيان الخطأ والمآخذ وأقول ما قاله الصالحون من سلفنا. عبد الله بن أحمد