للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال الدكتور محمد محمد أبو شهبة: وهذا الذي ذكره ابن تيمة هو الحق فليكن القارئ بهذا التفسير على بينة من أمره، ولا يغتر بكل ما يذكر فيه، فقد أساء صاحبه إلى نفسه وإلى كتابه بهذا الصنيع المذموم ومن وجد شيئًا مما ذكره عند نقد المرويات تفصيلا؛ فلينبذه، ولا يذكره إلا مقترنا ببيان وضعه، أو ضعفه (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ١٧٩)، وانظر أيضًا: الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير للدكتور رمزي نعناعة (٢١٥ - ٢١٧) " أ. هـ. قول الفريوائي.

• المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات: "اشتهر تفسيره عنه باسم تفسير الثعلبي. هذا هو الكتاب الذي جمع فيه صاحبه بين العقرب والنون، يعتبر مصدرا كبيرا للإسرائيليات، وللخرافات، وللأحاديث الموضوعة والمكذوبة، واعتمده كل من جاء بعده واستقى من معينه الغث. وهو ضخم في مجلدات توجد منه بعض النسخ في مخطوطات الجامعة الإسلامية، وفي دار الكتب المصرية على أنه لو تيسر طبعه، وإظهار ما فيه من الأباطيل والخرافات والإسرائيليات لكان ذلك من النصيحة للمسلمين".

قلت: ثم قال صاحب كتاب "المفسرون" محمد المغراوي حول عقيدته من تفسيره: "وإن كنا لم يتيسر لنا الوقوف على جميع الصفات في تفسيره نظرا لرداءة المخطوطة ونقصانها، فقد أخدنا منه ما يمكن أن يستفاد من عقيدته، فأخذنا منه الاستواء والوجه، واليد، والكرسي، والإتيان، والمجيء، والمحبة، ففي هذه الصفات مؤول على مذهب الأشاعرة، وقد يذكر مذهب السلف، ولكن على طريقة العرض لا على طريقة التبني والترجيح وبيان المذهب الحق".

وإليك عزيزي القارئ الصفات التي تكلم عليها المغراوي في كتابه هذا:

١ - صفة الاستواء (٢/ ٦): "قال عند قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} الآية، أي قصد وعمد إلى خلق السماء.

وقال عند قوله تعالى في سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}.

قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} قال الكلبي، ومقاتل: استقر وقال أبو عبيدة: عمد وقيل: استولى وغلب، وقيل: ملك، وكلها فاسدة والصحيح ما قاله أهل المعاني: أن معناه أقبل على خلق العرش وعمد إلى خلقه بعد خلق السماوات والأرض يدل عليه قوله {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} يعني عمد لخلق السماء.

وقال أهل الحق من المتكلمين: أحدث فعلا سماه استواء وهو كالإتيان والمجيء، والنزول كلها من صفات أفعاله.

وعن أم سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن قوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فقال: (الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والإقرار به إيمان والجحود له كفر) (١).


(١) لم يصح رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحيح الموقوف على مالك، وروي عن أم سلمة ولم يصح عنها، انظر: العلو: (ص ٦٥).