للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وزعم محمّد بن جرير الطبري أن الكرسي، الأعل أي وسع عبادك السماوات والأرض.

وقال أبو موسى، والسدي، وغيرهما: هو الكرسي بعينه، وهو لؤلؤ، وما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس ثم ذكر الخبر المعروف بطوله.

وقال الحسن البصري: الكرسي هو العرش بعينه، وحكى أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد عن بعض المتقدمين أن الكرسي اسم ملك من الملائكة، أضافه إلى نفسه، تخصيصًا وتفضيلًا، نبه بهذا عباده على عظمته وقدرته. فقال: إن خلقًا من خلقي يملأ السماوات والأرض فكيف يقدر قدري وتعرف عظمتي. والله أعلم.

التعليق:

وقد تقترح أن الصحيح هو تفسير ابن عباس بأنه موضع القدمين.

٥ - صفة النفس (٢/ ١٢): "قال عند قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيءٍ إلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}.

(ويحذركم الله نفسه) أي يخوفكم الله على موالاة الكفار وارتكاب النهي ومخالفة المأمور من نفسه.

قال المفسرون: من عذاب نفسه وعقوبته وبطشه وقال أهل المعاني: ويحذركم إياه لأن الشيء والنفس والذات عبارة عن الوجود ونفس الشيء هو الشيء بعينه كقوله تعالى {أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} أي ليقتل بعضكم بعضًا قال الأعمش:

يومًا بأجود نائلًا منه إذا ... نفس البخيل تجهمت سؤالها

أي إذا البخيل تجهم سؤاله".

٦ - صفة المحبة (٢/ ١٢): "قال عند قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

(فاتبعوني يحببكم الله) أي اتبعوا شريعتي وسنتي يحببكم الله وحب المؤمنين لله اتباعهم أمره، وقصدهم طاعته ورضاه، وحب الله للمؤمنين ثناؤه عليهم، وثوابه لهم، وعفوه عنهم فذلك قوله {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

التعليق:

أين ذهبت بصفة المحبة اللائقة بحلال الله فإذا أثبت الصفة فأثبت لازمها".

٧ - صفة اليد (٢/ ١٣): "قال عند قوله تعالى: {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}.

قوله: (بل يداه مبسوطتان).

اختلف في اليد فقيل: إن لله يدًا كالأيدي وأشاروا باليد إلى الجارحة ثم نفوا التشبيه بقولهم: لا كالأيدي وهذا فاسد وقيل: يده قوته وقدرته، كقوله تعالى: {أُولِي الْأَيدِي وَالْأَبْصَارِ} وقيل: هي ملكه، كما يقال لعبد الرجل ملك يمينه، قال الله تعالى {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} أي أنه يملك ذلك وعلى هذين القولين يكون لفظه تثنية، ومعناه واحد كقوله تعالى {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} أي جنة واحدة.