• قلت: ومن الركن الأول والثاني يتضح للقارئ الكريم أنه قد تكلم في صفات الله عز وجل التي تكلم بها الأشعرية والماتريدية، على الرغم أن هذين المذهبين لم يختلفا في تلك الصفات السبعة (العلم، والإرادة، والبقاء .. ) الخ في تأويلها إلا في أمور دقيقة يطول الكلام فيها، ولكن من حدد القول في صفات الله تعالى وخاصة تلك الصفات السبعة التي أولها الأشعرية والماتريدية، يكون قد سلك مسلكهم إلا إذا كان في تبيين الخطأ والانحراف في صفات الله تعالى، كما فعل شيخ الإِسلام ابن تيمية ومن بعده تلميذه ابن القيم، ومجدد الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعًا.
ثم تحدث عن زيارة قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث قال في (٣/ ٩٣): "يقف عند رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين القبر والأسطوانة اليوم، وليستقبل القبلة، وليحمد الله ويمجده، وليكثر من الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم يقول اللهم إنك قلت وقولك الحق:{وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} اللهم إنا قد سمعنا قولك وأطعنا أمرك، وقصدنا نبيك مستشفعين به إليك في ذنوبنا وما أثقل ظهورنا من أوزارنا، تائبين من زللنا معترفن بخطايانا وتقصيرنا، فتب اللهم علينا وشفع نبيك هذا فينا، وارفعنا بمنزلته عندك وحقه عليك، اللهم اغفر للمهاجرين والأنصار، واغفر لأخواننا الذين سبقونا بالإيمان. اللهم لا تجعله آخر العهد من قبر نبيك ولا من حرمك يا أرحم الراحمين.
ثم ليأت الروضة ويصلي فيها، ويكثر من الدعاء ما استطاع، وليدع عند المنبر، ويستحب أن يضع يده على الرمانة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع يده عليها عند الخطبة.
ويستحب أن يزور يوم الخميس قبور الشهداء بأحد، فيصلي الغداة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم يخرج ويعود إلى المسجد لصلاة الظهر، فلا يفوته فريضة جماعة في مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
ويستحب أن يخرج كل يوم إلى البقيع بعد السلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويزور قبر عُثمَان وقبر الحسن بن علي بن أبي طالب، وفيه أيضًا قبر علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمَّد، ويصلي في مسجد فاطمة رضي الله عنها وعنهم، ويزور قبر إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقبر صفية عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك كله بالبقيع".
وأما قوله في السماع والوجد والغناء فذكر الإباحة فيه، وما يمكن فعله على درجات وإليك نصه (٣/ ٢٨٥): "اعلم: أن أمر الحرمة لا يعرف بمجرد العقل بل بالسمع، إما بالنص وهو ما أظهره - صلى الله عليه وسلم - بقوله أو فعله، أو بالقياس، فإن لم يوجد فيه نص لم يوجد فيه قياس بطل القول بتحريمه وبقي كسائر المباحات.
ثم نقول: وقد دل النص والقياس جميعًا على إباحته، أما القياس فهو: أن السماع سماع صوت طيب موزون مفهوم المعنى محرك القلب، فالوصف الأعم أنه صوت طيب. ثم هو إما موزون أو غيره، ثم الموزون إما مفهوم أو غيره.