للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من علماء العقيدة المعتبرين، إلى جانب أنه موهم كما سلف.

وأما التعريفان اللذان أورد كلا منهما مرة واحدة، فالأول منهما تعريف لغوي، ولكن إضافته للفظ الجلالة ليصبح (سرير ملك الله) أمر يجب عدم الجرأة عليه إذ لم يرد في سنة صحيحة أو على لسان أحد من السلف.

والثاني رده شارح العقيدة الطحاوية وحجته قوية كما رأيت.

٢. الكرسي:

أوّل الشيخ الكرسي بأنه العلم الإلهي (١).

وقد نسب الإمام البيهقي هذا القول لسعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما, ولكنه قال بعد ذلك: "وسائر الروايات عن ابن عباس وغيره تدل على أن المراد به الكرسي المشهور المذكور مع العرش" (٢).

وقد ذكر شارح الطحاوية هذين المعنيين وأضاف إليهما أن الكرسي هو العرش، ولكنه ردّه، قال: "والصحيح أنه غيره، نقل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره" (٣).

وآثر شارح الجوهرة عدم القطع بتعيين حقيقة الكرسي لعدم العلم بها (٤).

٣. اليد والقبضة:

في مواضع مختلفة من تفسير المراغي ورد لفظ اليد مضافًا إلى الحق سبحانه وتعالى، وبدراستها نجد ما يلي:

- في سورتي (آل عمران) و (ص) فسّر اليد بالقدرة (٥).

- في سورة (المائدة) نفى أن تكون الجارحة واعتبرها لفظًا مشتركًا، ثم قال: "يداه مبسوطتان: أي هو كثيرٌ العطاء". (٦)

- في سورة الفتح فسرها بالنصرة (٧).

- أما في سورة الزمر فقد اعتبر القبضة من المتشابه، قال:

"وقد علمت أن السلف يجرون المتشابه على ما هو عليه، وأن الخلف يؤولونه، والأول أسلم والثاني أحكم".

قال سفيان بن عيينة: كل ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه أ. هـ، وقال صاحب الكشاف: والغرض من هذا الكلام إذا أخذته بحملته ومجموعه تصوير عظمته والتوقيف على عنه جلاله لا غير، من غير ذهاب بالقبضة ولا باليمين إلى جهة حقيقة أو جهة مجاز أ. هـ (٨)

فالشيخ كما ترى أوَّلَ صفة اليد في أربعة مواضع، أما الخامس فقد ذكر فيه رأي السلف ورأي الخلف، ومال إلى الأول بتقويته مما ورد من كلام سفيان بن عيينة والزمخشري.


(١) تفسير المراغي (٣/ ١١).
(٢) الأسماء والصفات للبيهقي (٤٩٧).
(٣) العقيدة الطحاوية (ص ٢٧٩).
(٤) انظر شرح جوهرة التوحيد للإمام الباجوري، راجعه وقدم له الشيخ عبد الكريم الرفاعي (ص ٤١٠).
(٥) انظر تفسير المراغي (٢/ ١٣٠) و (٢٣/ ١٣٧).
(٦) المرجع السابع (٦/ ١٥١).
(٧) تفسير المراغي (٦/ ١٥١).
(٨) المراغي (٢٤/ ٣٢)، وانظر الكشاف للزمخشري (٣/ ٣٥٥).