للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

النصر لأحبابه، ووعد به أعداءه من العذاب في الدنيا، كما جاء في قوله: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا}. وإتيان أمره هو جزاؤهم على نحو ما جاء في قول: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} (١).

وقال عند قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} أي وتجلت لأهل الموقف السطوة الإلهية كما تتجلى أبهة الملك للأعين إذا جاء الملك في جيوشه، ومواكبه ولله المثل الأعلى (٢).

المراغي في تفسيره لهذه الآيات التي وردت فيها صفة المجيء والإتيان تابع لإخوانه من المؤولة، والمعطلة كما هو واضح في عباراته واللهم غفرًا.

٦. تفسير الكرسي:

قال عند قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} الآية. أي أن علمه تعالى محيط بما يعملون مما عبر عنه بقوله: {يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} وبما لا يعلمون من شئون سائر الكائنات. ويرى جمع من المفسرين منهم القفال والزمخشري أن الكلام تصوير لعظمته وتمثيل لكبريائه ولا كرسي ولا قيام ولا قعود، وقد خاطب سبحانه عباده في تعريف ذاته وصفاته بما اعتادوه في ملوكهم وعظمائهم.

والخلاصة أن الكرسي شيء يضبط السماوات والأرض نسلم به بدون بحث في تعيينه ولا كشف عن حقيقته، ولا كلام فيه بالرأي دون نص عن المعصوم (٣).

٧. صفة النفس:

قال عند قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} أي عقاب نفسه، وفائدة ذكر نفسه، والإيماء إلى أن الوعيد صادر منه تعالى، وهو القادر على إنفاذه، ولا يعجز شيء عنه.

وفي ذلك تهديد عظيم لمن تعرض لسخطه بموالاة أعدائه؛ لأن شدة العقاب بحسب قوة المعاقب وقدرته (٤).

وقال عند قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}.

أي أن ذلك القول إن كان قد صدر مني فقد علمته، إذ علمك واسع محيط بكل شيء فأنت تعلم ما أسره وأخفيه في نفسي، فكيف لا تعلم ما أظهرته ودعوت إليه، وعلمه مني غيري كما أني لا أعلم ما تخفيه من علومك الذاتية التي لا ترشدني إليها بالكسب والاستدلال، لكني أعلم ما تظهره لي بالوحي بواسطة ملائكتك المقربين إليك (٥).

٨. صفة المحبة:

قال عند قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.

أي قل لهم إن كنتم تريدون طاعة الله وترغبون


(١) تفسير المراغي (٨/ ٨٠).
(٢) نفس المصدر (٣/ ١٥٢).
(٣) تفسير المراغي (٣/ ١٤).
(٤) نفس المصدر (٣/ ١٣٨).
(٥) نفس المصدر (٧/ ٦٣).