للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حق الله تعالى محال فوجب حمل النظر علي الانتظار أي منتظرة ثواب ربها كقولك: أنا ناظر إلي فلان ما يصنع فيّ. والانتظار إذا كان في شيء متيقن الوقوع لا يوجب الغم والحزن بل يزيد اللذة والفرح. واعترض بأن النظر إذا كان بمعني الانتظار لا يعدّي بـ "إلي" كقوله {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} [الحديد: ١٣] وأجيب بأن ذلك إنما يكون إذا كان منتظرًا للشخص، أما إذا كان منتظرًا لرفده ومعونته فإنه يستعمل مقرونًا بإلي كقول الرجل: إنما نظري إلي الله ثم إليك. وقد يقول الأعمي: عني ناظرة إليك. سلمنا لكن لم لا يجوز أن يكون "إلي" واحد الآلاء أي نعمة ربها منتظرة، وتقديم المفعول لأجل الفاصلة أو للاختصاص أي لا ينتظرون إلا إلي نعمة الله ورحمته، قال في الكشاف: وهذا المعني أعني إفادة الاختصاص أحد الدلائل الدالة، علي أن النظر ها هنا ليس بمعني تقليب الحدقة ولا بمعني الرؤية لأنهم ينظرون إلي أشياء ويرون أشياء لا تدخل تحت الحصر فلا بد من حمل النظر علي معني يصح معه الاختصاص وهو التوقع والرجاء. وحين وصف القيامة الكبري أتبعه نعت القيامة الصغري فروّعهم عن إيثار العاجلة علي الآجلة، وذكرهم حالة الموت التي هي أول منزلة من منازل الآخرة".

وقال في المجيء (٦/ ٤٩٨) في قوله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ}: "أي أمره بالجزاء والحساب أو قهره أو دلائل قدرته. ويجوز أن يكون تمثيلًا لهول ذلك اليوم كما إذا حضر الملك بنفسه وجنوده كان أهيب وتنزل ملائكة كل سماء" أ. هـ.

• قلت: هذه بعض المواضيع التي تبين عقيدة النظام اليسابوري من خلال ما أوردناه وكما ذكرنا سابقًا، ومن أراد المزيد فليراجع تفسيره ... وبالله التوفيق.

أما نسبته إلي التشيع فهذا بعيد عن الصحة، أو ضعيف في موقف صاحب تراجم الشيعة، وكتبهم في نسبته إلي التشيع، فمن تفسيرها "غرائب القرآن" ومن مواضع اعتمدها مفسرو الشيعة وعلمائهم في صرفها إلي معتقدهم وأصولهم للغلو بآل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمقصود عندهم الإمام علي وفاطمة وابناهما الحسن والحسين رضي الله عنهم، في تأويل الآيات لهم وفي ولاية أبنائهم من بعدهم والحبُّ الغالي فيهم. إذن فالنظام النيسابوري لم يفسر تلك الآيات المعتمدة لدي الشيعة كما فعلوا هم، بل فسَّرها كما ورد في تفاسير أهل السنة، وسوف ننقل بعضًا من الآيات التي فسرها النظام النيسابوري والتي يصرفها أئمة الشيعة في تفاسيرهم إلي معتقدهم في أهل بيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأئمتهم وولايتهم وغير ذلك من معتقدائهم.

قال النظام النيسابوري في تفسير قوله تعالى من سورة النساء (٥٦): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (٢/ ٤٣٤): "ثم إنه سبحانه أمر الرعاة بطاعة الولاة كما أمر الولاة في الآية المتقدمة بالشفقة علي الرعاة فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ} الآية. عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: حق علي الإمام أن يحكم بما أنزل الله ويؤدي الأمانة، فإذا فعل ذلك فحق علي الرعية أن يسمعوا ويطيعوا. قالت المعتزلة: الطاعة موافقة الإرادة.