للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

نفاقهم (١).

التعليق:

والمختار إثبات صفة المكر والخداع، والاستهزاء على ما يليق به تعالى وذلك ومنه تعالى، عدل بين عباده".

٤ - صفة الحياء: "قال عند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}. أي لا يتركه ولا يمنعه الحياء أن يضرب مثلًا.

التعليق:

والصواب إثبات صفة الحياء، ومن لوازم الإثبات الترك، وأما تفسير الصفة بلازمها، فليس مذهبًا للسلف".

٥ - صفة الاستواء: "ذهب الشيخ البغوي في تفسيره، عند قوله تعالى من سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} مذهب السلف الصالح فقال رحمه الله (٢): قال الكلبي، ومقاتل: استقر، وقال أبو عبيدة: صعد، وأولت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء، وأما أهل السنة يقولون الاستواء على العرش صفة لله تعالى بلا كيف، يجب على الرجل الإيمان به، ويكل العلم فيه إلى الله عزَّ وجلَّ، وسأل رجل مالكًا عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فأطرق رأسه مليًا وعلاه الرحضاء، ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أظنك إلا ضالًا، ثم أمر به فأخرج.

وروى عن سفيان الثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، وغيرهم من علماء السنة في هذه الآيات التي جاءت في الصفات المتشابهات أمررها كما جاءت بلا كيف".

٦ - صفة الوجه: "قال عند قوله تعالى: {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} يعني أينما تحولوا وجوهكم فثم، أي هناك وجه الله.

قال الكلبي: فثم الله، يعلم ويرى، والوجه صلة، كقوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي إلا هو.

وقال الحسن، ومجاهد وقتادة، ومقاتل بن حيان، فثم قبلة الله، والوجه والوجهة، والجهة، القبلة، وقيل: رضا الله تعالى (٣).

وقال عند قوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي إلا هو وقيل: إلا ملكه، قال أبو العالية ما أريد به وجهه (٤).

وقال عند قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (*) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} ذو العظمة والكبرياء (٥).

وقال عند قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} أي يريدون الله لا يريدون عرضًا من الدنيا (٦).


(١) تفسير البغوي (٣٥/ ١).
(٢) تفسير البغوي (٢٣٧/ ٢).
(٣) تفسير البغوي (٩٩/ ١).
(٤) تفسير البغوي (١٨٦/ ٥).
(٥) تفسير البغوي (٥/ ٧).
(٦) تفسير البغوي (٢٠٩/ ٤).