أُذُنيَهِ)، وقال: في روايةٍ ثالثةٍ: (حتَّى يُحاذِيَ فُروعَ أُذُنيَهِ)، فجمَع الشَّافعي بينها بأنَّه يرفع يديه حَذْو مَنكِبيه بحيث تُوازي أصابعُه فُروعَ أذنيه، أي: أَعلى أُذنيه، وإبهاماه شحمتي أُذنيَه، وراحتاه مَنكِبيه، فاستَحسن النَّاس ذلك منه.
وأما وقت الرَّفْع، ففي رواية:(رفَعَ يدَيهِ ثم كبر)، وفي أُخرى:(ثم رفع يديه)، وفي الثَّالثة:(إذا كبر رفع يديه)، ولأصحابنا فيه أوجهٌ:
أحدها: يرفع غيرَ مُكبِّر، ثم يبتدئ التَّكبير مع إرسال يدَيه، ويُنهيه مع انتهائه.
والثَّاني: يرفع غيرَ مُكبِّر، ثم يكبِّر ويداه قارَّتانِ، ثم يُرسلهما.
والثَّالث: يبتدئ بالرَّفْع مع ابتداء التَّكبير، ويُنهيهما معًا.
والرابع: يَبتدؤُهما ويُنهي التكبير مع انتهاء الإرسال.
والخامس: وهو الأصحُّ: يبتدئ الرَّفْع مع ابتداء التكبير، ولا استحباب في الانتهاء، فإنْ فرَغَ من أحدهما قبل الآخر ويُتمُّه، وإنْ فرغ منهما حطَّ يدَيه، ولم يَستدِم الرَّفْع.
ثم الأصحُّ أنَّه إذا أراد إرسالَهما أرسلَهما إرسالًا خفيفًا إلى تحت صدْره فقط، ثم يضَعُ اليمين على اليَسار، وقيل: يُرسلهما إرسالًا بليغًا، ثم يَستأنف رفْعَهما إلى تحت الصَّدر.
وفي الرَّفْع باعتبار الأَوجُه الخمسة بالنَّظَر إلى الرِّوايات الثَّلاث