واعلم أن تسمية الغني من جملة التَّرجمة، ولم يذكر فيما ذكره ما يدلُّ عليها، إما لأنَّه لم يجدْه على شَرطه كحديث "المصابيح" للبغَوي مرفوعًا: "مَن سأل وعندَهُ ما يُغْنيه؛ فإنما يَستكثِر من النَّار"، قالوا: يَا رسول الله! وما يُغنيه؟، قال:"قَدْر ما يُغدِّيه ويُعشِّيه"، وفي أخرى:"شِبَعُ يومٍ وليلةٍ"، وفي أُخرى:"خمسون دِرْهمًا، أو قيمتُها"، وفي أخرى:"أُوقيَّةٌ، أو عَدْلها"، ويحتمل أن ذلك يُستفاد من لفظ:(غنًى يُغنيه)؛ فإنَّ معناه شيئًا يقَع موقعًا من حاجته، فمَن له ذلك فهو الغنيُّ.
* * *
٥٤ - بابُ خَرْصِ التَّمْرِ
(باب خَرْص التَّمْر)
١٤٨١ - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبَّاسٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - غَزْوَةَ تَبُوكَ فَلَمَّا جَاءَ وَادِيَ الْقُرَى إِذَا امْرَأةٌ فِي حَدِيقَةٍ لَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأَصْحَابِهِ:"اخْرُصُوا"، وَخَرَصَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَشَرَةَ أَوْسُقٍ فَقَالَ لَهَا:"أَحْصِي مَا يَخْرُجُ مِنْهَا"، فَلَمَّا أتيْنَا تبوكَ قَالَ:"أَمَا إِنَّهَا سَتَهُبُّ اللَّيلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَلَا يَقُومَنَّ أَحَدٌ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ بَعِيرٌ فَلْيَعْقِلْهُ"، فَعَقَلْنَاهَا وَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَقَامَ رَجُلٌ فَأَلقَتْهُ بِجَبَلِ