واعلم أنَّ قراءة نافع، والكِسائي بالتَّنوين، والباقون بغير تنوينٍ، ووقَفوا عليه بالألف، ومنهم مَن يقِف عليه بدُونها، فعدَم تنوينه ظاهرٌ؛ لأنَّه صيغة مُنتَهى الجُموع، ومَن جوَّز تنوينَه فإما للتَّناسُب، لأنَّ ما قبلَه منوَّنٌ، وإما لأنَّ بعض العرَب يصرِف كلَّ ما لا ينصرِف؛ لأنَّ الأصل في الأسماء الصَّرْف.
قوله:(كالقصر) كذا ثبَت بسُكون الصَّاد، وإنما هو بفتحها، وكذا قيَّدَه صاحب "النِّهاية" وغيرُه، فإنَّها المَشهور من قراءة ابن عبَّاس، كأنَّه فسَّر قِراءته جمع: قَصَرة بالفتح، وهي أَعْناق الإبِل، والنَّخيل، وأُصول الشَّجَر.
قال ابن قتيبة: القَصر: البِناء، ومَن فتَح الصاد أَراد أُصول النَّخْل