(أَفهَمَني)؛ أي: ذكَّرَني بعدَ أن نسيتُه، أو أراد أن رجلًا عظيمًا -يدلُّ عليه تنوينُه- أَفهمَني هذا الحديثَ، وهو إما شيخُه ابنُ أبي ذِئب، فيكون تعظيمًا له، وإما غيرُه.
* * *
٥٢ - باب مَا قِيلَ فِي ذِي الوَجْهَيْنِ
(باب ما قِيلَ في ذي الوَجهَينِ)
٦٠٥٨ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ".
(شرّ) في بعضها: (أشرّ)، وهي فصيحةٌ أيضًا، ووجهُ كونِه أشرَّ أنه يُشبه النفاقَ.
(هؤلاء)؛ أي: يأتي لكل طائفةٍ يُظهرُ عندَهم أنه منهم ومُخالفٌ للآخرين مُبغِضٌ لهم، إذ لو أتَى كلَّ طائفةٍ بالإصلاح كان محمودًا.