للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(ولا تنفروا) إنما قُوبل به (بَشِّروا) مع أن ضِدَّ البِشارة الإنْذار؛ لأن القصد من الإنذار التنفير، فصرح به.

والحديث من جوامع الكلم لاشتماله على خير الدنيا والآخرة.

وفيه: طلَب التَّبشير بذكر فَضْل الله وسعة رحمته، والتحذير من التنفير بالمَخُوفات مع عدم ذكر التبشير، وتأليف مَن قَرُب إسلامه، وترك التَّشديد عليه، والتلطُّف بمن تابَ عن المَعاصي وتدريجه في أنواع الطاعات شيئًا فشيئًا كما جاءتْ أُمور الإسلام؛ لعدم التَّنفير لرجاء حمله.

١٢ - بابُ مَنْ جَعَلَ لأَهْلِ العِلْمِ أَيَّامًا مَعلُومَةً

(باب من جعل لأهل العلم أيامًا)، وفي نسخةٍ: (يَومًا مَعلومًا).

٧٠ - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيبةَ، قَالَ: حَدَّثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يُذَكِّرُ النَّاسَ فِي كُلِّ خَمِيسٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَن! لَوَدِدتُ أَنَّكَ ذَكَّرتنا كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يَمنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ أنِّي أكرَهُ أَنْ أُمِلَّكُم، وَإِنِّي أتخَوَّلُكُم بِالمَوْعِظَةِ كَمَا كَانَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يتَخَوَّلُنَا بها، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا.

(يا أبا عبد الرحمن) حذْف الألف من الأَب جائز تخفيفًا.