قال (ك): ووجْهٌ آخر، وهو أن هذا في الدُّنيا، نحو:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}[الأنفال: ٢٥]، وكذا في الزَّوج، وآيةُ الوِازرة يوم القيامة، وهذان الوجهان أحسَن الوُجوه الثَّمانية في الحديث، والبَواقي فيها تكلُّفٌ، أو بُعدٌ.
(على أبي سليمان) هو خالِد بن الوَلِيد، مات بحِمْص، وأوصى إلى عُمر أن نسوةً من نساء بني المُغيرة اجتمعْنَ في دارٍ يَبكين على خالد، فقال:(دعهن)، ووجْهُ الجمْعِ بين هذا وبين منْعه صُهيبًا أنَّه زادَ بقرينة:(واصَاحِبَاهُ)، لكنْ قال محمد بن سلام: أنه لم يبقَ امرأةٌ من بني المُغِيرة إلا وضَعَتْ رأْسَها على قبْر خالدٍ، أي: حلَقَتْ شعْرَها.
(والنقع: التراب)؛ أي: وضْع التُّراب على الرأْس، من النَّقْع، وهو الغُبار، هذا قول الفَرَّاء، والأكثر أنه رفْع الصَّوت بالبُكاء.
والتَّحقيق أنه مشتركٌ محمولٌ على الأمرين معًا، لكنْ حمله على