للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال المُهَلَّب: إنما فسَّرها بقيام الليل؛ لأنه لم يرَ شيئًا يغفُل عنه من الفرائض، فيذكِّر بالنار، وعَلِمَ مَبيتَه في المسجد، فعبَّر ذلك بأنه مُنبِّهٌ على قيام الليل فيه، ففي الحديث أن قيام الليل يُنجي من النار، وفيه تَمنِّي الخير؛ لأن الرُّؤيا الصالحة جُزءٌ من ستةٍ وأربعين جُزءًا من النبوَّة، وتفسيره - صلى الله عليه وسلم - لها من العِلْم.

* * *

٣ - بابُ طُولِ السُّجُودِ فِي قِيَامِ الليْل

(باب طُولِ السُّجود في قِيَام اللَّيل)

١١٢٣ - حَدَّثَنا أَبُو اليَمانِ، قَالَ: أَخْبَرناَ شُعيبٌ، عَن الزُّهريِّ، قَالَ: أَخْبَرَني عُروةَ أَنَّ عَائِشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها أَخْبَرتهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّى إِحْدَى عَشْرَةَ ركعَةً، كَانَتْ تِلْكَ صَلَاتَهُ، يَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، وَيَرْكَعُ رَكعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجعُ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُنَادِي لِلصَّلَاةِ.

(تلك)؛ أي: الإحدى عشْرة.

(السجدة)؛ أي: الجنس يشمل سُجودَ الأحدَ عشر، والتاء فيها لا تُنافي ذلك.

(قدر) نُصِبَ بنَزْع الخافض، أي: بقدْرِ ثلث، ولو جُعل وصفًا لمصدرٍ محذوفٍ لم يَمتنع، أي: سُجودًا قدْرَ، أو يَمكُث مُكثًا قدْرَ.