للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٣ - بابُ مَنِ اسْتَعَارَ مِنَ النَّاسِ الْفَرَسَ

(باب مَن استَعار)

٢٦٢٧ - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبةُ، عَنْ قتادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنسًا يَقُولُ: كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ، فَاسْتَعَارَ النَّبِي فَرَسًا مِنْ أَبِي طَلْحَةَ يُقَالُ لَهُ: الْمَنْدُوبُ، فَرَكِبَ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: "مَا رَأَيْنَا مِنْ شَيْءٍ، وَإِنْ وَجَدْناَ لَبَحْرًا".

(المندوب): المَطلُوب، مرادفُ المَسنُون، مِن النَّدْب، أي: الرَّهن الذي يُجعَل في السِّباق، وقيل: سُمي به لنَدْبٍ كان في جِسْمه، وهو أثَر الجُرح، المنْدوب: اسم فرسِ أبي طَلْحة الأَنْصاري.

(من شيء)؛ أي: من العَدوِّ، وسائرِ موجِبات الفزَع.

(وإن وجدناه لبحرًا)؛ أي: واسعَ الجَرْي.

وفيه تبشير النَّاس بالأمن، وتَشبيه الشَّيء بالشَّيء، والتوسُّع في الكلام، وتَسمية الدَّوابِّ، والعاريَّة، والغَزْو على الفرَس المُستَعار.

قال (ط): (إنْ) هنا نافيةٌ، واللام في: (لبَحْرًا)، بمعنى: إلا، أي: ما وجدناه إلا بحرًا، والعرَب تقول: إنَّ زيدًا لعاقلٌ، أي: ما زيدٌ إلا عاقلٌ، والبَحْر من نُعوت الخَيل، قيل: شبَّهه بالبَحر، لأنَّ جَرْيه لا يَنْفَدُ كما لا يَنْفَد ماءُ البحر، يُقال: فرَس بحرٌ، إذا كان واسِعَ الجَرْي.

* * *