وقال في:(وماؤها شفاء)؛ أي: بأن يربى به الكُحل والتُّوتياء ونحوهما مما يُكتحَل به، فيُنتفع بذلك، وليس بأنْ يُؤخذ بحتًا فيُكتحَل به؛ لأنَّ ذلك يُؤذي العين، ويُقذِيها.
وقال (ن): قال كثيرون: شبَّهها به، أي: كما سبَق، وقيل: هي من المنِّ المنزَّل عليهم حقيقةً عملًا بظاهر اللَّفظ.
وأما ماؤها، فقيل: يُخلَط بالدَّواء، ويُعالج به، وقيل: إنْ كان لبُرودةِ ما في العين من حرارةٍ، فماؤُها مجردًا شفاءٌ، وإلا فالتَّركيب.
وصوَّب (ن) أنَّه شفاءٌ مُطلقًا.
قال: وقد رأَينا في زمننا مَن كان عمِيَ وذهَب بصره، فكحَل عينَيه بمائه المجرَّد، فشفي، وعاد إليه بصره، وهو الشيخ الصالح المُحدِّث: ابن عبدٍ الدِّمشقيّ.
قال (ك): ويحتمل أن يكون معناه: الكَمْأة مما منَّ الله على عبادة بها بإنعامه ذلك لهم، وأما الماء فيَكفي ما فيه من الشِّفاء في الجُملة.