وأنه يُقال: عرَّس بالتشديد بمعنى: أَعرَسَ، وهو الوطء، وإن كان الأفصحُ: أَعرَسَ، وهذا السؤالُ للتعجب من صنيعهما وصبرهما، وسروره بحسن رضاها بقضاء الله تعالى، وفيه: جوازُ تحنيك الصبي عند ولادته، وحملُه إلى صالحٍ يُحنِّكُه، والتسميةُ بأسماء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وجوازُ تسميتِه يومَ ولادته، وتفويضُ التسمية إلى الصالحين، ومَنقَبَةُ أُمِّ سُلَيم من عظيم صبرها وحسن رضاها بالقضاء، وجزالة عقلها في إخفائها لموته عن أبيه في أول الليل لِيَبيتَ مستريحًا، واستعمالُ المَعَارِيض، وإجابةُ دعاءِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في حقِّهما؛ حيث حَمَلَتْ بعبد الله بن أبي طلحة، وجاء من أولاد عبد الله هذا عشرةٌ لا علماءُ صالحون، ومناقبُ كثيرةٌ لعبد الله بن الزُّبير.