ووجهُ الحَصرِ بأنَّ للوُضوءِ أسبابًا أُخَر لأنَّ الاستِثنَاء مُفرَّغٌ، والتَّقديرُ: مَن لم يتَوضَّأ مِن غَشْيٍ إلا مِنَ المُثْقِلِ الذي هو إغماءٌ لا مِنَ الخَفيفِ، أو يقالُ على طَريقَةِ البيَانيِّين: إنَّه قَصرُ إفرادٍ؛ ردًّا على مَن زَعمَ أنَّ نوعَي الغَشيِ ينقُضَان الوُضوءَ.
قال (ط): الغَشْيُ: مَرَضٌ يعرِضُ من طُولِ التَّعَبِ والوُقوفِ، وهو إغماءٌ خفيفٌ، فلا ينقُضُ الوضوءَ، ولا الصَّلاةَ، وإنَّما صبَّت أسمَاءُ المَاء على رأسِها دَفعًا له، لا أنَّه كثيرٌ، فإنَّ ذلكَ ينقُضُ إِجمَاعًا.
١٨٤ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنِ امرَأَتِهِ فَاطِمَةَ، عَنْ جَدَّتِها أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّها قَالَتْ: أديْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ خَسَفَتِ الشَّمسُ، فَإِذَا النَّاسُ