٦٤٨٧ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"حُجِبَتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، وَحُجبَتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ".
(بالمكاره)؛ أي: كالاجتهاد في العبادة، والصبر على مشاقِّها، وكظم الغيظ، والحلم، والإحسان إلى المسيء، والصبر عن المعاصي؛ بخلاف الشهوات؛ كالخمر، والزنا، والغيبة، والملاهي؛ أما المباحة، فيكره الإكثارُ منها مخافةَ أن تجرَّ إلى المحرمات، أو تُقَسِّي القلب، أو تشغلَ عن الطاعة، فهذا من جوامع الكلم؛ أي: لا يوصل إلى الجنة إلا بارتكاب المكروهات، ولا النار إلا بالشهوات، وهما محجوبتان بهما، فمن هتك الحجاب، وصل إلى المحجوب، فهتكُ حجابِ الجنة باقتحام المكاره، وهتكُ حجاب النار بالمشتَهَيات.
وفي بعض الروايات بدل (حُجِبت): (حُفَّت)، قيل: هو خبر بمعنى الأمر والنهي.