قلت: أو يتخصص به؛ لأن الآية عامة لا مطلقة، وأما حديث:"سَأَلْتُ اللهَ ثَلَاثًا؛ فَأَعْطَاني اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً"، وهي أن لا يُذيق بعضَ أُمته بأسَ بعض؛ وكذا مفهوم:"لِكُلِّ نبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ": أن له دعواتٍ غيرَ مستجابة؛ فإما أن ذلك للعجلة التي هي من جِبِلَّة الإنسان، كما قال تعالى:{خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}[الأنبياء: ٣٧]، فانتفاءُ العجلة متعذرٌ، أو متعسرٌ في أكثر الأحوال، وقيل: دعاء المؤمن لا يرد، وإن تأخّر، وإنّ سؤالَ ما لم يكن في نفس الأمر مصلحة يعوّض عنه بما هو مصلحة، وقد يؤخّر التعويض إلى يوم القيامة.
* * *
٢٣ - باب رَفْعِ الأَيْدِي فِي الدُّعَاءِ
وَقَالَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ: دَعَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: رَفَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ".
(باب: رفع الأيدي في الدعاء)
قوله:(وقال أبو موسى) سبق وصله في الباب قبله.
(إبْطيه) بسكون الموحدة في المشهور.
(وقال ابن عُمر) موصول في (غزوة الفتح) في الذين لم يحسنوا