لَمَا صنفوا، والفرقُ بينه وبين الأُمنية: أن الأمل ما أملته عن سبب، والتمني من غير سبب.
قال بعض العلماء الحكماء: الإنسان لا ينفكُّ من الأمل، فإن فاته، عوّل على التمني، وقالوا: من قصّر من أمله، كرمه الله تعالى بأربع كرامات؛ لأنه إذا ظن أنه يموت عن قريب، يجتهد في الطّاعة، وتقل همومه، فإنّه لا يهتم لما يستقبله من المكروه، ويرضى بالقليل، ويتنوّر قلبه.
أي: أزال الله عذره، فلم يُبق فيه موضعًا للاعتذار حيث أمهلَه هذه المدةَ، ولم يعتذر، يقال: أعذر الرَّجل: إذا بلغ أقصى الغاية في العذر، فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار، والطاعة، والإقبال على الآخرة بالكلية، ولا يكون له على الله بعد ذلك حجة، فالهمزة للسلب، وقيل: معناه: أقام الله عذره في تطويل عمره وتمكينه من الطّاعة مدة مديدة.