للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(تعارف)؛ أي: بالصِّفات التي خلقَها الله فيها، ويُناسبها في أخلاقها، وقيل: إنها خُلقت مجتمعة، ثم فُرِّقت في أجسادها، فمَن وافَق لَصِيْقَهُ ألِفَهُ، ومن باعدَه نافَره.

قال (خ): فيه وجهان:

أحدهما: أنَّه إشارةٌ إلى التَّشاكل في الشَّرِّ والخير، وأنَّ الخَيِّرَ من الناس يحنُّ إلى شكْله، والشِّرير يميل إلى نَظيره، فتَتعارف الأرواح بما جُبِلت عليه من خيرٍ أو شرٍّ، فإذا اتفَقت الأشكالُ تقاربَتْ وتآلفَت، وإذا اختلفت تَنافرت وتَناكرت.

وثانيها: رُوي أنَّ الله خلَق الأرواح قبل الأجساد، فكانت تَلتقي، فلمَّا التبَست بالأجسام تعارفَت بالذِّكْر الأول، فصار كلٌّ منها إنما يَعرِف ويُنكر على ما سبَق له من العَهْد المتقدِّم.

* * *

٣ - بابُ قول الله - عز وجل -: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {بَادِيَ الرَّأيِ}: مَا ظَهرَ لنا. {أقلعِي}: أَمْسِكِي. {وَفارَ التَّنُّورُ}: نَبَعَ الْمَاءُ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَجْهُ الأَرْضِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {ألْجُودِيِ} جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ. (دأبٌ): مِثْلُ حَالٌ.

* * *