لأنَّها خلَفٌ من حرفين، واختيار سِيْبَوَيْهِ أن لا يوصَف؛ لأن وُقوعَ خَلَفِ حرفٍ بين الموصوف والصفة كوُقوع حرف النداء فيهما.
وقال الكوفيُّون: يا اللهُ أُمَّ، أي: اقصُد بخيرٍ.
(الكتاب)؛ أي: القُرآن إما للعُرف فيه، أو اللام للعهد، أو لأن الجنْس المطلَق يُحمل على الكامِل، والمراد تعليم لفظه باعتبار دلالته على مَعانيه، أي: أحكام الدِّين، وفي:(عَلِّمْه) حذْف المفعول الثاني والثالث؛ لدَلالة السِّياق عليه، ودَعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد كان ابن عبَّاس بَحْر العِلْم وحَبْر الأُمة.
وفي الحديث الحثُّ على تعليم القرآن، والدُّعاء إلى الله تعالى في ذلك، ورواه البخاري في (فضائل الصحابة) بلفْظ: (عَلِّمه الحِكْمَةَ)، وفي (الوضوء): (اللَّهمَّ فَقِّهْهُ في الدِّين).
وتأوَّلوا الحِكْمة بالقُرآن في قوله تعالى:{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ}[البقرة: ٢٦٩]، وبالسنَّة في قوله تعالى:{ويُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}[آل عمران: ٤٨]، والكلُّ صحيح، فلقد كان عالمًا بالقرآن والسنَّة.
١٨ - بابٌ مَتَى يَصح سَمَاعُ الصَّغيِر
(باب متى يصح سماع الصغير)
وفي بعضها:(الصَّبيِّ الصَّغير)، ومعنى صِحَّته: أنَّه إذا رواه بعد