وكسر الراء- الذي نزلت فيه الآية، أو هو تغليظٌ في الزَّجْر، أو المراد الألَدُّ في الباطِل المستَحَقِّ [له].
* * *
١٦ - بابُ إِثْمِ مَنْ خاصَمَ فِي بَاطِلٍ وهو يَعْلَمُهُ
(باب إثْم مَن خاصَم في باطِلٍ)
٢٤٥٨ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن عَبْدِ الله، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بن سَعْدٍ، عَنْ صَالح، عَنِ ابن شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرني عُرْوَةُ بن الزُّبَيْرِ: أَنَّ زينَبَ بنتَ أُمِّ سَلمَةَ أَخْبَرتهُ: أَنَّ أُمَّهَا أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا زَوْجَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرتْهَا عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّهُ سَمِعَ خُصُومَةً ببَابِ حُجْرَتهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ:"إِنَّمَا أَناَ بَشَرٌ، وَإِنَّهُ يَأتِيني الْخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ، فَأحْسِبُ أَنَّهُ صَدَقَ، فَأقْضِيَ لَهُ بِذَلِكَ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ، فَإنَّمَا هِيَ قِطْعَة مِنَ النَّارِ، فَلْيَأْخُذْهَا، أَوْ فَلْيتركْهَا".
(إنما أنا بشر)؛ أي: لا أعلَم الغَيب، وبواطنَ الأُمور كما تقتَضيه الحالةُ البشَرية، بل أحكُم بالظَّاهر، والله مُتولِّي السَّرائر، ولو شاءَ الله أطلَعه على بواطِن الأُمور، حتى حكَم باليَقين، لكنْ لمَّا أمَر الله أُمتَه بالاقتداء به أَجرى أحكامَه على الظَّاهر لتَطيبَ نُفوسهم للانقِياد.