قال الزَّجَّاجُ: ينصرف لأنه منسوب إلى حوار، وليس كنجاتي وكراسي؛ لأن واحدَه نُجْي وكُرْسِي، وإذا أُضيف إلى ياء المتكلم فقد تُحذف الياء، وحينئذٍ ضَبَطَه جماعةٌ بفتح الياء، وأكثرُهم بكسرها وهو القياس، لكنهم حين استثقلوا الكسرةَ وثلاثَ ياءاتٍ حذفوا ياء المتكلم، وأبدلوا من الكسرة فتحة، وقد قُرِئَ في الشَّاذِّ:{إِنَّ وَليَّ اللَّهِ}[الأعراف: ١٩٦] بالفتح، فقال ابن الحَاجِبِ: إن قياسَه أن لا يُبنى؛ لأنَّ ما قبل حرفِ العلة ساكنٌ فيجري مَجْرى الصحيح في الإعراب.
* * *
٤١ - بابٌ هَلْ يُبْعَثُ الطَّلْيِعَةُ وَحْدَهُ؟
(بابٌ: هل يُبعَث الطَّلْيِعَةُ وحدَه؟)
٢٨٤٧ - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنه -، قَالَ: نَدَبَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ -قَالَ صَدَقَةُ: أَظُنُّهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ- فَانتدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَ فَانتدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَ النَّاسَ فَانتدَبَ الزُّبَيْرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ لِكُلِّ نبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ".