وقال الزَّمَخْشَري:{ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا}[المجادلة: ٣]، أي: ثم يَتداركُون ما قالوا؛ لأنَّ المُتدارِك للأمر عائدٌ إليه، أي: تَداركَه بالإصلاح بأَنْ يُكفِّر عنه.
(وفي نقض ما قالوا، وهذا أولى)؛ أي: أَولى مما قالُوا: إنَّ معنى العَود هو تَكرارُ لفْظ الظِّهار.
وغَرَض البُخاري الرَّدُّ على داوُد الظَّاهري حيث يقول: العَوْد تَكريرُ لفْظ الظِّهار، أي: لو كان كما زَعَم لكان اللهُ دالًّا على المُنكَر، وقَولِ الزُّورِ، تعالى الله عن ذلك.
فالعَود عند الشَّافعي: الإِمْساك بعد لحظةً، وعند الحنفي: إرادةُ الجِماع، وعند المالكي: الجِماعُ نفْسُه، وعند الظاهرية: إعادةُ لفْظ الظِّهار.
* * *
٢٤ - بابُ الإِشَارَةِ فِي الطَّلَاقِ وَالأمُورِ
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يُعَذِّبُ اللهُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ وَلَكِنْ