وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، يَحُكُّ رَأْسَهُ بِالْمِدْرَى، فَقَالَ:"لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهَا فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الأَبْصَارِ".
(جُحر) بضم الجيم: الثقبة.
(المِدْرَى) بكسر الميم وسكون المهملة وبالراء مقصورًا: حديدةٌ يُسرَّح بها الشَّعرُ، وقال الجَوهري: شيءٌ كالمِسلَّة تُصلحُ بها الماشطةُ قرونَ الرأس، ويقال: تدرَّت المرأةُ، أي: سرَّحت شَعرَها.
(جُعِلَ الإذنُ)؛ أي: جَعلَ الشارعُ الاستئذانَ في الدخول.
(مِن قِبَلِ الأبصار)؛ أي: لئلا يقعَ بصرُ أحدِكم على عورةِ مَن في الدار، وقيل: بكسر القاف، أي: جهة، والأبصار بفتح الهمزة وكسرها، وفيه: دليلٌ على أن حُكمَ الشرع قد يُعلَّل بالنص، وهو أحدُ طرق العِلِّيَّة المذكورة في الأصول، وعلى أن عَينَ مَن نظرَ إلى حُرَمِ الغير، وفُقِئَتْ عينُه برمي حَصَاةٍ = هَدَرٌ؛ وكذا لو سَرَتْ إلى نفسِه.
* * *
٧٦ - باب تَرْجِيلِ الْحَائِضِ زَوْجَهَا
(باب تَرجِيل الحائضِ رأسَ زوجِها)
التَّرجيل بالجيم: تسريحُ الشَّعر، والحديثُ فيه ظاهرٌ.