قال الهرَوي: ومَن قرأَ (جُمَالات) -بضم الجيم- ذهب به إلى الحِبَال الغِلاظ التي يُشدُّ بها الجِسْر، والسُّفُن، وقال مجاهد في قوله تعالى:{حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}[الأعراف: ٤٠]، هو حَبْل السَّفينة، وذكَر ابن فارس عن الفَرَّاء: أنَّ الجُمالات ما جُمع من الحِبال، فعلى هذا هو بضم الجيم في الأَصْل.
(اركعوا)؛ أي: صلُّوا، فهو من إطلاق الجُزء على الكُلِّ.
(لا ينطقون) لا يُنافي قوله تعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إلا أَنْ قَالُوا}[الأنعام: ٢٣]، ونحو ذلك مما يقتَضي أنَّهم يَنطِقون؛ لأنَّ يوم القيامة مَواطِنُه مُختلفةٌ يُنطَق في بعضها، ولا يُنطَق في بعضها كما أجابَه به ابن عبَّاس.
* * *
٤٩٣٠ - حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ:{وَالمُرسلَاتِ}، وَإِنَّا لنتلَقَّاها مِنْ فِيهِ فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ، فَابْتَدَرنَاها فَسَبقَتْنَا فَدَخَلَتْ جُحرها، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وُقِيَتْ