ففيه بيان موضِع قبر موسى، وفيه أن الملَك يتشكَّل بصورة الإنسان، وفيه جواز دفْع من يقصِده، ولو انتَهى إلى فَقْء عين الصَّائل ونحوه، ولا امتناعَ أن يكون ما فعل بإذْن الله له فيه امتِحانًا للمَظلوم، والله يفعل ما يشاء.
قال (ن): أو لم يعلم أنه ملَكُ الموت من عند الله، فظنَّ أنه رجلٌ قصَده فدفَعه عن نفسه، فأدَّى دفْعه للفَقْء، ولمَّا جاءَه ثانيًا عرَف أنه ملَك الموت بعلامةٍ عَلِمَ بها أنه هو فاستَسلَم.
قال (خ): من إكرام ربِّ موسى له أنه لم يأْمر الملَك أن يأْخذ روحَه قَهْرًا، لكن أرسلَه على وجْهِ الامتحان في صُورة البشَر، فاستَنكره ودفَعه عن نفْسه، حتى فقَأ عينه قبلُ، وكان في طبْع موسى حِدَّةٌ، فرُوي أنه كان إذا غَصِب اشتعلَتْ قَلنسوتُه نارًا،