(إلى نُسَيْبَة)؛ أي: بضمِّ النون وفتحها: يعني نفسها، والأصل (إليَّ) بياء المتكلِّم، لكن عبرَّت عن نفسها بالظاهر، إما التِفاتًا، أو على وجه التَّجريد من نفْسها شخصًا يسمى نُسَيْبة.
قال الغساني: إنَّ ما وقع للبخاري هنا يُوهم أن نُسَيْبَة غير أم عَطيَّة، ولكنها هي، فقد قال البخاري بعدُ في (باب: إذا تحوَّلت الصَّدقة): نُسَيْبة هي أُم عَطيَّة.
ولفظ رواية مسلم: بعَثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليَّ بشاةٍ من الصَّدَقة، فبعثتُ إلى عائشة منها، فلما جاء قال:"هَلْ عِنْدكُم شَيءٌ"، الحديثَ.
وجعل (ش) المُوهِم رواية هذا الحديث بلفْظ: بعثت إلى نُسَيْبَة، وقد ذكَره ابن السَّكَن هنا، فقال عَقِبَ هذا: قال البخاري: نُسَيْبَة هي أُم عَطِيَّة.
(فأرسلت) يُقرأ بالتكلُّم وبالغَيبة؛ لما سبق.
(ذلك الشاة) إنما لم يقُل تلك لصِدْقه على الذَّكَر والأُنثى، فنبَّه بذلك على أن الشَّاة كانت ذكَرًا، وقد قال الجَوْهَرِي: الشَّاةُ من الغنَم تُذكَّر وتُؤنَّث.
(هات) في بعضها: (ها) بحذف تاءِ المخاطَبة تخفيفًا.
قال الخَلِيْلي: أصل هاتِ من آتَى يُؤْتِي، فقُلبت الهمزة هاءً.
(بلغت محلها) بكسر الحاء، أي: موضِع الحِلِّ، وإنْ كان