قال: وروي: (رَأيَيْنا)، بيائين حملًا على رياء، والأصل رِئاء، فقلبت الهمزة ياءً لفتحتها وكسر ما قبلها، وحُمِل الفعلُ على المصدر، وإن لم يوجد الكسر كما قالوا في: ءاخيت وآخيت حملًا على تواخي ومُواخَاة، والأصل تآخي ومُؤاخَاة، فقلبت الهمزة واوًا لفتحتها بعد ضمة.
(وقد أهلكهم الله)؛ أي: فما لنا حاجةٌ اليوم لذلك.
(شيء) خبر مبتدأ محذوف، ولا يُجعل مبتدأً ويكون (فلا نحبُّ) خبره، لأن (شيئًا) هنا لِمُعَيَّن، وشَرْطُ المبتدأ المضمَّن معنى الشرط أن لا يكون مُعيَّنًا، نحو: كلُّ رجل يأتيني فله درهم، اللهُمَّ إلا أن يُقال: المرادُ كل شيء صنعه.
قال (خ): كان عُمَرُ طَلوبًا للآثار بَحُوْثًا عنها، فلذلك استند في تقبيل الحجر لمجرَّد الاتباع لَمَّا لم يظهرْ له فيه سبب، ولمَّا رأى الرَمَّل ارتفع سببُه هَمَّ بتركه، ثمّ لاذَ باتباع السنة مُتَبَرِّكًا به، وقد يَحدث الشيء من الدين بسبب، فيزول السبب ويبقى الحكم كالعَرَايا، وغُسْلِ الجمعة.
قال: وفيه دليل على أن فعلَه - صلى الله عليه وسلم - للوجوبِ، حتَّى يقومَ دليل على خلافه، وأن في الشّرع ما هو تَعَبُّدٌ وما هو معقول المعنى.