للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَبي سَلَمَةَ: أَنَّ عَائِشَةَ رَضيَ الله عَنْها حَدَّثتهُ قَالَتْ: لَم يَكُنِ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَصُومُ شَهْرًا أكثَرَ مِنْ شَعبَانَ، فَإنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعبَانَ كلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ: "خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ الله لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا"، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّتْ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً داوَمَ عَلَيها.

(باب صَوْم شَعبان)

فيه حديثان، في أحدهما: لم يَستكمِل صيام شهْر إلا رمَضان، وفي الآخر: أنه صام شَعبان كلَّه، والجمع بينهما: أنَّ المُراد من الكُلِّ الأكثَر، وهو تخصيصٌ آخَر بعد التَّخصيص بالاستِثناء.

(أكثر صيامًا) ورُوي بالخفْض.

قال السُّهيْلي: وهو وَهمٌ، كأنه بناه على كتابتها بغير ألفٍ على لُغة مَن يقِفُ على المنصوب المنوَّن بلا ألفٍ، لا سيَّما وصيغة (أفْضَل) تُضاف كثيرًا، فتوهَّمَها مضافةً، ولكن الإضافة هنا ممتنِعةٌ قطْعًا.

(لا يمل) فيه مجازٌ، والمراد ترْك الجَزاء، وسبق في (الإيمان)، في (باب: أحَبُّ الدَين) فيه تقريراتٌ.

(دُووِمَ) مبنيٌّ للمفعول، مِن المُداوَمة.

* * *