في داوُد: "لا يَفِرُّ إذا لاقَى"، أي: فصومه يَومًا وفِطْره يومًا أبقَى له قُوَّة للجهاد.
* * *
١٩٨٠ - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبي قِلَابَةَ، قَالَ: أَخْبَرني أَبُو الْمَلِيح، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبيكَ عَلَى عَبْدِ الله بن عَمرٍو، فَحَدَّثَنَا: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ذُكِرَ لَهُ صَوْمِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ، فَأَلْقَيْتُ لَهُ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُها لِيفٌ، فَجَلَسَ عَلَى الأَرْضِ، وَصَارَتِ الْوِسَادَةُ بَيْني وَبَيْنَهُ. فَقَالَ: "أَمَا يَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةُ أيَّام؟ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! قَالَ: "خَمسًا". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! قَالَ: "سَبْعًا". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! قَالَ: "تِسْعًا". قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! قَالَ: "إحدَى عَشْرَةَ". ثُمَّ قَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ داوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ شَطْرَ الدَّهْرِ، صُم يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمًا".
الحديث الثاني:
(مع أبيك) الخطاب لأبي قِلابَة، وأبوه هو زَيد بن عَمرو الجَرْمِي.
(يا رسول الله) الجواب في ذلك مقدَّرٌ، أي: لا يا رسولَ الله.
وفي الحَديث إكرام الضَّيف، وبَيان ما كان عليه - صلى الله عليه وسلم - من التَّواضُع، وتجنُّب الاستيثار على صاحبه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute