للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تِلْكَ الإبلَ. فَقَالَ: مِمَّنْ بِعْتها؟ قَالَ: مِنْ شَيْخ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: ويحَكَ ذَاكَ وَالله ابن عُمَرَ. فَجَاءَهُ فَقَالَ: إِنَّ شَرِيكِي بَاعَكَ إِبلًا هِيمًا، وَلَمْ يَعْرِفْكَ. قَالَ: فَاسْتَقها. قَالَ فَلَمَّا ذَهبَ يَسْتَاقُها، فَقَالَ: دَعها، رَضينَا بِقَضَاءِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لَا عدوَى.

سَمعَ سُفْيَانُ عَمرًا.

(ممن بعتها) يُقال: بعتُه، وبعتُ منه.

(استقها) فعل أمرٍ من افتِعال، من السَّوْق.

(عدوَى) هو المُجاوَزة. قال الجَوْهري: العَدوَى: طلَبك إلى والٍ ليُعْديَك على مَن ظلَمك، أي: يَنتقِم منه، وما يُعدي مِن جرَبٍ أو غيره؛ لأنه ينتقل من صاحبه إلى غيره.

قال (خ): المعنى: رضيتُ بقَضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأرضَى بالبيع مع ما اشتَمل عليه من التَّدليس والعَيب، فلا أُعدِي عليكُما حاكِمًا، ولا أرفعُكما إليه.

قال (ك): أو المعنى: رضيتُ بقَضائه، ولا ظُلْم في ذلك القَضاء، أو لا ظُلم عليَّ؛ لأن هذه الإبل تساوي الثَّمن الذي أدَّيتُه، ومَضَرَّة هذا العَيب مهملةٌ، والظَّاهر هذا المعنى، لكن بأن يكون: (لا عَدوَى) تفسيرًا للقَضاء حكاية عن كلام رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، أي: رضيْتُ بقَضائه، وهو أنه لا عَدوَى، وسيجيء في (كتاب الطِّبِّ): أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا عَدوَى ولا طِيَرَةَ".

* * *