الشَّريك أيضًا بذلك، وكذا إذا غمَزه وسكَتَ، فسُكوته رضًا بالشركة؛ لأنَّه يمكنه أن يقول له: لا أُشرِكُك، فيَزيد عليه.
* * *
٢٥٠١ - و ٢٥٠٢ - حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بن الْفَرَجِ، قَالَ: أَخْبَرني عَبْدُ الله ابن وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرني سَعِيد، عَنْ زُهْرَةَ بن مَعْبَدٍ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الله ابن هِشَامٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وَذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ بنتُ حُمَيْدٍ إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله بَايِعْهُ. فَقَالَ:"هُوَ صَغِير"، فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَدَعَا لَهُ، وَعَنْ زُهْرَةَ بن مَعْبَدٍ: أنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ بِهِ جَدُّهُ عبد الله بن هِشَامٍ إِلَى السُّوقِ، فَيَشْتَرِي الطَّعَامَ، فَيَلْقَاهُ ابن عُمَرَ وَابن الزُّبَيْرِ - صلى الله عليه وسلم -، فَيقُولَانِ لَهُ: أَشرِكْنَا، فَإِنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ دَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ، فَيَشْرَكهُمْ، فَرُبَّمَا أَصَابَ الرَّاحِلَةَ كمَا هِيَ، فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى الْمَنْزِلِ.
(أَصْبَغ) بفتح الهمزة، والموحَّدة، ثم معجمة.
(زُهْرة) بضم الزاي.
(يَشْرَكهُم) بفتح الياء، والراء، أي: فيما اشتَراه.
قال الفُقهاء: إذا أُطلق لفْظَ: (أشركتُكَ) كان شرَيكًا في النِّصف.