عَنِ الْبَرَاءِ - رضي الله عنه -، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الأَحْزَابِ يَنْقُلُ التُّرَابَ، وَقَدْ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ، وَهُوَ يَقُولُ:"لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلِ السَّكِينَةَ عَلَيْنَا، وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا، إِنَّ الأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا، إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا".
الحديث الأول، والثاني، والثالث:
(أُنزلن) بنون التوكيد الخفيفة.
(سكينة)؛ أي: وقارًا، وفي بعضها:(السكينة) مع حذف النون من أنزلن.
(الأُلى) من الألفاظ الموصولة لا اسم إشارة؛ جمعًا للمذكر.
(بغوا علينا)؛ أي: ظلموا.
قال (ش): ليس هكذا يتزن، وإنما هو: إن الأُلى هم قد بغوا علينا، فأسقط (هو) لأن وزنه: مستفعلن مستفعلن فعول، ويروى: إن الأعادي بغوا علينا، وهو لا يتزن إلا بزيادة (هم) أو (قد)، وهذا كله على رواية (الأُلى) بالقصر، أما على إرادة مؤنث الأول، أي: الجماعة السابقة، أو على أنها تكون موصولة بمعنى: الذين، ويكون خبر (إن) محذوفًا تقديره: إن الذين بغوا علينا ظالمون، وقد قيل: إن صوابه (أولًا) ممدود (التي) لإشارة الجماعة، وبه يصح المعنى والوزن.
(أبينا) من الإباء، وسبق قريبًا الكلام على مثل هذا شعر أم لا، وكيف نطق به - صلى الله عليه وسلم - في: