(فلكنا) يُقال: لُكْتُ الُّلقْمة أَلُوكُها في فمي لَوْكًا.
(وشربنا) قال الدَّاوُدِيُّ: ما أراه محفوظًا إلا إنْ أراد المضمضةَ؛ لأنه كان في المضمضة، ولكنْ قد لا يُبلغ بها الشرب ما يبلغه المضمضة عند أكل السَويق، وسبق الحديث في (باب: مَن مَضْمَض من السويق).
* * *
٢٩٨٢ - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَرْحُومٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: خَفَّتْ أَزْوَادُ النَّاسِ وَأَمْلَقُوا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي نَحْرِ إِبِلِهِمْ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: مَا بَقَاؤُكُمْ بَعْدَ إِبِلِكُمْ؟! فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا بَقَاؤُهُمْ بَعْدَ إِبِلِهِمْ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ناَدِ فِي النَّاسِ يَأْتُونَ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ"، فَدَعَا وَبَرَّكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ دَعَاهُمْ بِأَوْعِيَتِهِمْ، فَاحْتَثَى النَّاسُ حَتَّى فَرَغُوا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ".
الرابعُ:
(خَفَّت)؛ أي: قَلَّتْ.
(وأملقوا)؛ أي: اِفْتَقَرُوا، وفَنِيَتْ أزوادُهم.
(ما بقاؤكم بعد إبلكم)؛ أي: بقاؤُهم يَسيرٌ لِغلبةِ الهلاك على الرجال، وهذا أخذه عُمَرُ من نهيِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عن أكل لحوم الحُمُرِ