(لابن جعفر)؛ أي: ابن أبي طالِب، والظَّاهر أنَّه من أَولاده الثَّلاثة: عبد الله، لا محمَّد وعَوف.
(فحملنا وتركك) هو من كلام ابن جَعْفَر، فيكون المَتروك هو ابن الزُّبَير، وهو ما فَهِمَه الدَّاوُدي خِلافًا لمَا وَهَّمَه به السَّفَاقُسي، وقال: إنَّه من بقيَّة كلام ابن الزُّبَير، حتَّى يكون المتْروك ابن جَعْفَر، والظَّاهر الأول، ويَشهد له رواية مسلم: أنَّ عبد الله بن جَعْفَر هو القائل لابن الزُّبير: أتَذكُر إذ تلَقَّيْنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أنا وأنت وابن عبَّاس؟ قال: نعم، فحمَلَنا وتركَك، وفي "مسلم" أَيضًا: عن عبد الله بن جَعْفر: أنَّ النبيَّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدِمَ من سَفَر، فسُبِق بي إليه، فحمَلَني بين يدَيه، ثم جِيءَ بأحَدِ ابنَي فاطمة، فأردَفَه خَلْفَه، وكذا في "مصنَّف ابن أبي شَيبة"، و"كتاب ابن أبي خَيْثَمة": أنَّ القائل الأول عبد الله بن جَعْفر، فيُحمل حديث البُخَارِيّ، وكذا الثَّاني: أن ابن الزُّبير قال أوَّلًا لابن جعفر، فقال: نَعَمْ، ثم أتَمَّ جَوابَه بقَوله: فحَملَنا وترَكَك.
(ثنية) هي الطَّريق في الجبَل.
(الوَداع) بفتح الواو؛ لأنَّ أهل المدينة يُودِّعون فيها المُسافر من المدينة.